كان الطبيب الفرنسي (أندريه) من جملة أطباء فرنسيين وإيطاليين قدموا اليمن لتخفيف آلام المرضى, وكان هذا الطبيب أكثر إخلاصاً وشفقة وحناناً بالمرضى, فلا تشتري العلاج إذا لم يوجد في صيدلية المشفى, وهو يغضب على الأطباء إذا لم يقوموا بدورهم المطلوب ثم هو- كما قيل- قام بعمارة ملحق بمشفى (الجمهوري) على حسابه, بل إنه كان يستقدم علاجاً من الخارج, إذا لم يكن العلاج موجوداً وقبل أن ألخص تحقيقاً ملخصاً كتب في الثورة عدد (18) يونيو الجاري, أقرر حدثاً واقعاً وهو أن في اليمن أطباء مرموقين لا يقل مستواهم عن مستوى الأطباء في العالم, مع وجود أطباء غثاء, هم مساعدو عزرائيل عليه السلام وأنا أطلق عليهم- أصدقاء الموتى- أو الموت, أو القبور, وأن هناك اتجاهاً حثيثاً للإقبال على مهنة الطب من قبل كفاءات غير محبة للمهنة وإنما تظن أن مهنة الطب هي مفتاح الثروة, التي أصبحت قيمة القيم وأقدس المقدسات وأشرف الغايات. ولقد قدمت بعض الدول الصديقة مساعدات لليمن عن طريق تخصيص مقاعد لدراسة الطب, ولأن اليمن مصنفة ضمن الدول الفقيرة, فإن هذه الدرجات أو المنح الطبية كانت لمعالجة الأمراض البدائية كالتيفوئيد والملاريا والبلهارسيا والدوسانتاريا والسّل, تخرج من المعاهد هؤلاء, ففتحوا عيادات, وقفزوا على اختصاصاتهم فإذا بهم يعملون عمليات فشل كلوي, واستئصال البروستاتا, وجراحة العمود.. وهات يا موت.. وركب الطبيب (أندريه) سيارته ومعه بعض هؤلاء الأطباء, ولما مروا على مقبرة المشفى الجمهوري, قال لهم: إن كثيراً من هؤلاء ماتوا بسبب علاجكم - طبعاً كان هذا قبل خمسة عشر عاماً-. في مقال الثورة الذي عنوانه:(الأخطاء الطبية تحصد أرواح الأبرياء) يذكر الكاتب كثيراً من المآسي, فالطفل فهد دخل غرفة العمليات بعافية ولكن جرعة المخدر كانت زيادة عن الحاجة فمات, والصياد قاسم يسعف ابنته التي شعرت بضيق التنفس إلى أحد مشافي العاصمة, فيسرع الأطباء إلى إسعافها فتموت بسبب التخدير, والطفلان فهد وآمنة يشخصهما طبيب غير اختصاصي ويلتحقان بالقبور (الثورة عدد 17380 - 18 /6 /2012م) وأحسب أن لاأحد يهتم, ويعرف أهل المرضى/ القتلى أنه لن ينصفهم أحد, فيكلون أمرهم إلى الله منصف المظلوم. إن الدكتور وزير الصحة يستطيع أن يوقف العبث بأرواح الناس, فهو يعرف بحكم خبرته من هو المسيء ومن هو المحسن.