لا أطيق الشوفينية القومية عموماً، مابالكم بهوسها الاستعلائي الذي يعيق الفكرة الإنسانية عن التقدم، كما لا يقود إلى تحقق المواطنة المتساوية في الدول متعددة الأعراق مثلاً.. فيما العنصرية القومية تبقى على رأس الأسباب المؤدية لانهيارات أي مشروع قومي لا يحترم التنوع المجتمعي، كما لا يعمل بمسؤولية على صيانة هذا التنوع، وبما يؤدي إلى تماسك الهوية الشاملة للمجتمعات المتعددة.. كذلك لا أطيق الشوفينية الدينية بكل تفرعاتها المذهبية أو الطائفية؛ لأنها ضد حقوق الإنسان واختياراته، كما ضد التسامح والتعايش للأسف. وفي السياق.. علينا عدم نسيان كل الجروح النفسية الرهيبة التي أحدثها خطاب البعث السوري على قومية الأكراد مثلاً، إضافة إلى قيامه بالتغذية الدؤوبة لنزعة مذهبية أحادية احتكارية كادت تتحول تماماً إلى سلطة استبدادية أعلى داخل المجتمع.. غير أن ما يفترض الآن بهذا الحزب الذي صار يعيش أيامه الأخيرة طبعاً - بعد عقود من الزعيق التعصبي المزعج والمخادع باسم القومية العربية - تغيير شعاره العتيق من «أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة» إلى «أمة شيعية واحدة.. ذات رسالة فارسية خالدة»!.. وهذا لا يعني بالطبع أنني مع أمة سنية مثلاً حتى وإن كانت عربية خالصة كمان..