سبعة قتلى ذهبوا في السوق المركزي بتعز «بلاش» هكذا ضحية العبث والسلاح المشاع والنفوس الخربة. هي ظاهرة خطرة إن يستهين إنسان بحياة آخرين بهذا الشكل المرعب والغادر ،أن يقتل من أجل القتل من يعرف ومن لا يعرف فقط لأنهم موجودون في طريقه وفي ساعة غضبه .. ظاهرة لم تأتِ من دون مقدمات ، فالظواهر الاجتماعية الشاذة هي صناعة الدولة والمجتمع .. السكوت وسيلة فاعلة بل وقاتلة والمرض عندما يتأخر علاجه يتحول الى سرطان يستشري ليهلك الجسد كاملاً ولا يستثني شيئاً ولا يفرق بين الرأس والقدم .. الموت الأعمى لا تعرفه تعز ولا اليمن ..تذكرون أول قنبلة القيت على الجموع هي تلك التي القيت على الناس في جمعة البداية في ساحة الحرية بداية الثورة نتيجة تحريض على الكراهية وتمجيد القتل ضد أناس ينشدون السلمية ، كانت تلك جريمة سياسة لكن ما كان لها أن تلقى بتلك الصورة الهمجية لولا النفسية التي تشحن العنف وتمجد الجريمة . جريمة أمس التي قتلت وجرحت وفتحت بيوتاً من العويل والحزن كانت مختلفة وأشد انحرافاً ، هي إفرازات طبيعية للاحتقان السياسي والتعثر الثوري المعاق وتوقف التغيير وما تبعه من تكدس للسلاح ونشوء مجموعات الموت التي تلقى رعاية مباشرة وغير مباشرة من رعاة الحرب ومعيقي التغيير ومقدسي القوارح ، احتقان محبط أبقى رموز القتل كأبطال بعد كل ما جرى وما يتبعه من استعدادات عنيفة وانتقامية وشحن النفوس والبنادق.. من يقتل نستقبله بالمدافع والرشاشات تمجيداً للقتل ونشراً لثقافة الرصاص والقنابل دون أي إخطار من النيابة أو لفت نظر من المحافظ أو وزير الدفاع كما حصل في استقبال ضبعان قبل يومين ومثل بصورته تلك اعتداء على الواقع والمجتمع واعمال مثل هذه الأعمال تعد قاعدة لهذه الفوضى دون ادراك بأن العنف بالأساس يبدأ كثقافة والمصيبة أن الدولة التي ترعى أو تتعايش مع هذه الثقافة لا يمكن أن تساهم في تصفية ظاهرة تقابلها بالابتسامات وتستقبلها بالمدافع والأحضان.. الجريمة التي حدثت أمس ليست معزولة عما يجري ، ابحثوا عن القاتل ستجدونه مرافقاً لأحدهم هم وراء تسليحه وتعامله مع الحياة والموت بهذه الطريقة الشاذة ولدينا العشرات من هذه القنابل البشرية الموقوتة تتجول في الشوارع العامة وتأوي إلى ركن شديد والى بيوت شخصيات نافذة تتجول بسيارات مدججة بالسلاح ومرافقون تجدهم يتناثرون ليلاً في المدينة بصورة عشوائية يتمازحون بالقنابل والرصاص في الاسواق والتجمعات العامة.. ماذا تعني الدولة غير شارع محمي وأسواق آمنة?.. حاسبوا المفرخين لهذه الظاهرة وجففوا منابعها من احواشهم وسياراتهم لا يمكن أن ينجو من المسئولية هؤلاء إذا أردنا أن نعالج أصل المرض.. لقد مات الفاعل وهو ضحية دنيا وآخرة..هل ممكن أن تقولوا للرأي العام من أي قاعدة انطلق هذا القاتل العشوائي ومرافق من .. ومن الذي أعطاه القنابل ..لأن هؤلاء ليسوا مقطوعين من شجرة وكل صاحب شجرة مسئول عن شجرته وأفراخه الخطرين. [email protected]