من فترة ما بعد الثورة اليمنية الأخيرة التي انطلقت في هذا الوطن العظيم وحتى هذه اللحظة التي نعيشها في يومنا هذا تبرهن الأحداث التي يمر بها واقعنا اليمني على أننا مازلنا واقفين على خط البداية ولم نخطُ ولو خطوة واحدة إلى الأمام من شأنها أن تعزز إيماننا الكبير وتمنحنا الثقة بأننا قادرون بالفعل على المضي في الطريق إلى ما نريد ، والوصول إلى ما كان يجب أن نصل إليه وتحقيق كل الأهداف العظيمة التي قامت هذه الثورة التاريخية الكبيرة لأجلها ... وفي الجانب الآخر العكس من ذلك هو الذي يحدث حيث يخطو النظام السابق وكل أعوانه وزمره وبقاياه والذين عقدوا معه الشراكة التامة على المصالح المشتركة على حساب هذا الشعب وهذا الوطن خطوات كبيرة نحو تحقيق الأهداف التي توعدوا بحدوثها على مستوى الواقع اليمني في حالة إذا ما تم بالفعل إزاحتهم عن مواقعهم من مراكز القوى التي يتمتعون بها ، بل وللأسف الشديد ما زالوا يتمتعون بالكثير منها !! وكأنك يا بو زيد ما غزيت . بين هذا وذاك ووفق كل ما يدور من أحداث ليس عليكم الآن أيها الثوار الصادقون مع أنفسكم ومع هذا الوطن سوى تدبر أمركم من جديد والنظر بكل صدق وأمانة إلى الحالة التي أنتم فيها لمعرفة لماذا أنكم ما زلتم هناك جامدون في أماكنكم التي اخترتوها لأنفسكم منذ البداية لاتقدرون على الحراك ، ولا تملكون لحياتكم القرار وتحديد المصير ؟؟!! وأين أنتم من تلك اللحظة التي هاجت فيها أرواحكم كالبراكين الثائرة ، واعتصرت بصحوة العقل والضمير ، وقررت الوقوف للسير والمضي بثبات نحو الأمل الكبير الذي يرسم معالم المستقبل المشرق الزاهي لكل أبناء اليمن ؟؟!! وأين أنتم من تلك العزيمة الجبارة التي هبت مزلزلة الأرض بكل ما لديها من قوة وإيمان بالحق والعدل والحرية والكرامة للإنسان في هذه الحياة ؟؟!! وأين أنتم من كل ذلك الفعل العظيم الذي مالبث أن استكان وتحول إلى شكوى الذين قلت حيلتهم ، وانقطعت وسيلتهم ، ومات في أنفسهم عظيم فعلهم وسمو شأنهم ، ولم يعد لديهم من خيار آخر سوى الوثوق بالعاجزين والسير خلف أموات قد أتى عليهم الدهر منذ زمن بعيد وأخذ ما فيهم من حياة ، وما تركهم لنا إلا عبرة نعتبر بها حتى لا نسير سيرهم في كل قادم جديد ؟؟!! العبرة من كل هذا وذاك ما أفلح قومٌ خاب ظنهم بعظيم فعلهم فهجروه ، وركنوا إلى الرجاء فأتخذوا مِنهُ قريناً ومعيناً ، فصاروا يتوسدون عليه علهُ يمنحهم شيئاً من القناعة ، ويصرف عنهم لعنة تجمدهم في أماكنهم ، ويهِبُ لهم من وهمه ولو سراب أمل يعينهم على الوقوف ويجعلهم يحلمون فقط بأنهم قد ساروا ووصلوا إلى أهدافهم التي ما تلبث أن تتوه ثم تموت مع صحوهم ... لكل هذا وذاك ليس أمامكم اليوم من خيار لإستعادة ما تم سلبه منكم بالمكر والإحتيال والخداع سوى أن تعودوا إلى أنفسكم مرة أخرى بكل صدق بعد أن تخلعوا عنها زيف أمانيكم الواهمة التي تعلقتم بها حين تركتم أمركم وكل شأنكم بيد من لا يملك لنفسه القرار وتحديد المصير . [email protected]