في زمنٍ عجيب كهذا يصبح للإشاعة دور رئيسيّ في خلخلة المجتمع وبث روح الفُرقة والعداوات من جهة .. وفي رفع معنويات النفوس ومحاولة ترميمها للأفضل من جهةٍ أخرى . ولأنّ أغلب المجتمعات - وخصوصاً العربية منها - جاهلة بحقوقها وجاهلة بالحقوق عليها .. ولا تستخدم عقلها وما تبقّى من فطرتها في الحفاظ على كيانها .. فإن الإشاعة تلعب دوراً خطيراً وربما محورياً في تسيير الأحداث ومخرجاتها حسب توجّه الإشاعة ومصدرها وما تُمثّله من إنتكاسةٍ أو بشرى . ولهذا لا يمكن لهذه المجتمعات أن تتغلّب على الضجّة التي تحدثها الإشاعة .. أو تتجاوز نكبات ما سيترتب عليها إن لم ترفع من مستوى وعيها وإدراكها لخطر الإشاعة بشقيها السلبيّ والإيجابيّ .. فكلاهما رصيده لا يعني حقيقة نتيجته بقدر مايعني الوصول لهدفٍ ما ولأغراضٍ سيئة في مجملها إن لم يكن للإيجابيّ منها واقعاً يؤكده . ولقد شاهدنا وسمعنا الكثير من الإشاعات في زمن الربيع العربيّ والتي مازلنا نعيش أغلب أحداثها ونتائجها.. وكان لتلك الإشاعات القدر الكبير من تفكيك روح المجتمع وزيادة سعير المواجهات الدموية والمزيد من الخراب والدمار. .. وبالمقابل كانت ومازالت الإشاعات الإيجابية تتخّذ لها طرقاً متعددة للوصول لأهدافها رغم مايعتريها من نجاحٍ مؤقت في أغلبها ولا يرقى لأن يصبح حدثاً تأريخياً وإنسانياً يمكننا الإعتماد عليه. ونخلص مما سبق إلى أنّ الإشاعة يجب أن تكون للبناء لا للهدم .. ولزيادة التمسّك بالوعي الصحيح وليس لإثارة الأحقاد وتمرير المزيد من الويلات والصدامات التي لسنا بحاجةٍ لها في مجتمعاتنا العربية .. بقدر مانحتاجه من خلاصٍ عظيم ونتائج مبهرة للفعل الإنسانيّ في أرقى حالاته ومسيرته باتجاه المستقبل. [email protected]