ليس بمعنى أنهم تحرروا من العبودية تواً وإنما المقصود أنهم أحرار فيما يفعلون في هذه الأيام التي تكررت فيه الإنذارات الصادرة عن وزارة الداخلية واللجنة العسكرية بعدم حمل السلاح والتجول به في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات، فمجاميعهم مثل الأفراد أو ما فوق اثنين لايخفون على أعين الناس وهم يمشون في الشوارع ويدخلون الأزقة فيما يشبه التسلل، أي أنهم يحاولون ألا يراهم أحداً. وأصبح من الأمور اليومية غير المستغربة وخاصة في بعض الشوارع التجارية والأحياء أن يهاجم واحد أو اثنان وبحراسة عدد آخر يقفون على جانب مدخل الباب بمسافة قريبة تسمح لهم التحكم في حركة المدافعين عن أنفسهم وعن المحل من داخله أو من خارجه ويتمكن المهاجمون المباشرون من أخذ ما يريدون من أموال وأجهزة ثمينة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة ويحمل كل واحد عدداً من القنابل اليدوية ذات المقبض الطويل وبنادق آلية ومسدساً وذخائر محشوة في خزاناتها التي تتسع كل واحدة منها لعشرين أو ثلاثين طلقة. المسلحون يغتالون الناس الذين لهم عندهم ثارات حديثة أو قديمة وما كان قديماً فإن الفرصة لم تتح إلا في هذا الوقت لإنجازه بفضل السلاح وانفلات الأمن وخوف الناس الذين تقع جرائم القتل أمام أعينهم من الجميع من أصحاب القاتل والمقتول إذا هم حاولوا الإنقاذ أو الإدلاء بشهاداتهم إذا طلب منهم ذلك ساعة وقوع الجريمة أو أثناء التحقيقات في النيابات والأجهزة الأمنية وأثناء المحاكمات. إنهم بزيهم المدني معوز وشميز مفتوح الزرارات، شعر منكوش تغطي جزء منه قطعة من القماش الملون أو المزركش، صندل مقطع يعلوه الغبار حتى لاتستطع أن تميزه عن القدمين، إنهم محتشدون أمام بوابة المحافظة وسياراتهم العشوائية تعرقل حركة المرور فيضطر الناس التحول بسياراتهم وباصاتهم إلى الشوارع الفرعية ويحدث الاختناق المروري وترتفع أصواتها كل يريد من قبل أو بعد افساح المجال للدوران والخروج إلى شارع آخر وإن كان بعيداً أو غير مناسب للركاب على وسائل النقل العمومية الذين يقصدون أسواقاً وشوارع معينة. في صباح الخميس الماضي كان أقارب وجيران وأصحاب عامل حارة حذران الذي قتل قبل أسبوع أو أقل أمام مستشفى الحياه برأس شارع كلابة بتعز يطالبون السلطات المحلية القبض على القاتل أو القتلة رافعين صور(الشهيد) فوق السيارات الكثيرة وشوهد أبرزهم يخرجون من بوابة المحافظة الرئيسية ويتحركون إلى مكان آخر لايعرفه أحد قد تكون النيابة أو إدارة الأمن أو المحكمة وكلهم مسلحون وبأزيائهم المدنية وعليهم علامات الغضب والحزن على فقيدهم. إن حرية المسلحين متنامية وإن اجراءات الأجهزة الأمنية غير فعالة والأسباب مجهولة في عدم تنفيذ توجيهات الداخلية والدفاع واللجنة العسكرية الأمنية العليا، وازاء ذلك فلا يستطيع المحافظ شوقي أحمد هائل بمفرده أن يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع المحافظة ابتداء من عاصمتها، فهناك أياد لانقول إنها خفية تعمل على إدراج هذه المحافظة في قائمة المحافظات والمدن التي لم ولن تكون مدنية متحضرة.. مادام المسلحون القبليون هم المسيطرون على البلاد ابتداء من الحصبة وحي صوفان والنهضة.