يتساءل الناس ما الذي صنعته اليمن بعد خمسين سنة ثورة في عيدنا الذهبي مازالت اليمن تبحث عن ذاتها لابد من دراسة الأسباب حتى لانبقى نتوه من حفرة إلى حفرة ، هانحن اليوم في عيدنا الذهبي نتساءل عن ذهاب أحلام الثوار وأحلام الأجيال التي ذهبت مع الريح الأحمر و«تدعست» بها «أم الصبيان.. وأم الجن» واخواتها ، هانحن مازلنا كجيل ثانٍ أو ثالث نحمل أحلامنا وكرامتنا على ظهورنا في «صرة» قديمة نبحث لها عن مأوى شريف يستر عوراتنا ويؤمن لنا الحد الأدنى من الحياة متكئين على فسحة أمل تعيننا على السير «فما أتعس العيش لولا فسحة الأمل» لاجديد سوى الثورة الشعبية التي عبرت عن إرادة فاعلة للشعب لو أنها جاءت بعد الثورة الأولى لكنا اليوم في مكانة الدول المتقدمة،لقد كان «السبات» العام والسلبية والأنانية وغياب التضامن أهم مسببات الانتكاسة وهي وحدها مسؤولة عن تبول الثعالب على رؤوسنا، وبسبب هذه السلبية والسبات الحضاري رأينا كيف انتقل الحكم بعد الثورة من أسرة مذهبية ليحتكر في منطقة جغرافية كدستور غير مكتوب لم يستطع أحد زعزعته إلا بفعل الثورة الشعبية ولأول مرة وبعد عقود وقرون ، والمستفيد حاكم وبيته الصغير.. على أية حال الخاسرون كل اليمن وفي المقدمة المنطقة الجغرافية ذاتها التي جهلت وأفقرت ليبقوا عسكراً كما كانوا عكفة، ورويداً رويداً انتقل الحكم إلى بيت بإشارة جمهورية يعني خرجنا من الإمامة الملكية إلى الإمامة الجمهورية وهو الوضع الذي دفع بكل الامكانيات الوطنية والثروة للابقاء على حالة السبات العام فبدونه لايمكن أن تقيد اليمن بعد الثورة على هذا النحو الأشبه بالسحر إذا جاز التعبير وبسبب هذا الاحتكار عادت الأسرة الإمامية بأوهام العودة برافعة الإمامة الجمهورية التي نفخت الروح فيها لكي تضع الشعب أمام خيارين يا أنا وأولادي أو الأسرة الإمامية والتفريط بالجمهورية والوحدة كمان ، ولهذا بقينا نحن اليمنيين الوحيدين في حرب مفتوحة دفاعاً عن الجمهورية والوحدة لأن لا أحد أراد جمهورية أو وحدة وإنما استغلالها للدفاع عن الحكم الأسري الملكي الجديد الذي بسببه أظلم الأفق أمام اليمنيين وتبخرت كل الأحلام، كانوا يعتقدون أن لاخيار للشعب إلا الرضوخ خوفاً من الفقر والجوع وخوفاً على الوحدة والجمهورية، لقد كانت الثورة الشعبية انقاذاً لثورة سبتمبر وأكتوبر خياراً إبداعياً مذهلاً يجب أن يستمر كثقافة وطبع حتى لانعود مرة أخرى الى ما ثرنا عليه.. لا نريد أن يحتفل أولادنا بعد مائة سنة من الثورة السبتمبرية أوخمسين سنة ثورة شعبية بثورة جديدة على مستبد جديد تسلل أو تسللوا بواسطة عودة«السبات» الشعبي . الثورة أن يبقى الشعب يقظاً وأن تتطور آليات التضامن يجب أن نثور ونتوحد على المصالح العليا يجب أن نحذر من الأوباش وتجار الثورات يجب أن يبقى الشعب قائداً نفسه فما «حك ظهرك غير ظفرك» وعندما ترك الشعب ظهره لمن هب ودب ليحك له فعلوا شيئاً آخر... لنبتعد عن الصغائر والأنانية والعبث بقضايا الوطن وإلا سيكون حالنا بخلاف الشعوب الثائرة وسنجد أنفسنا وحيدين نغني : ضاقت ولما استحكمت حلقاتها«ضاقت ثاني». [email protected]