كثيرة هي المرات التي رغبت فيها بالسفر إلى الجارة السعودية، وخاصة أن السعوديين يكنون لليمنيين الكثير من الاحترام والتقدير. المهم مايمنعني من السفر إلى السعودية هو عدم وجود وسيلة الاتصال التي تناسب حضرتي، فأنا أصاب بالحمى حين أسافر بالسيارة لمدة تزيد عن ساعتين، وأخاف من الأماكن المرتفعة.. لذا يستحيل أن أستخدم الطائرة في سفري، وبالنسبة للسفن فأنا أصاب بدوار البحر.. لأجلي ولأجل الكثير من اليمنيين الذين يرغبون بالسفر وتمنعهم هذه الموانع فإن حكومتنا الرشيدة رصدت مبلغ مليار و29 مليون دولار فقط لاغير لمشروع السكة الحديدية .. هو مبلغ تافه جداً بالنسبة لبلد يعيش ترفاً اقتصادياً لم تشهده منطقة الخليج. حيث وإننا حسب تقرير الأممالمتحدة لهذا العام بلد يحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأشد فقراً في العالم، كل مقومات الحياة متوفرة للشعب اليمني والحمد لله.. مؤشرات الصحة تعطي انطباعاً أننا شعب أفراده يعمرون إلى حوالي 35 - 40 سنة، نسبة وفيات المواليد فقط 37 % والرضع دون السنة فقط 75 % حسب اليونيسف، 7ملايين ونصف المليون من سكان اليمن يعانون من الجوع.. أيضاً نحن الدولة الأولى على مستوى العالم والتي ستنضب مياه عاصمتها مع حلول العام 2025م.. كما أننا نحتل المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط في معدلات الأمية بين الكبار، والمرتبة قبل الأخيرة قبل جيبوتي في تقييم البنك الدولي لإصلاح التعليم من حيث الجودة والكفاءة والمساواة.. بالنسبة للخدمات الروتينية بالذات الكهرباء قريباً سنحتفل باليوبيل الذهبي لإشعال أول شمعة صينية في اليمن، وبذلك سنحتل المرتبة الأولى بين دول العالم في مستوى الرومانسية بين أفرادها.. مليار و29 مليون دولار مبلغ مهول احتجت ليومين تدريب كي أنطقه وأتخيله لأحفظه وأكتبه هنا،هل بالفعل لا يوجد مشروع استثماري في أولويات مشاريع إنقاذ هذا البلد غير مشروع السكك الحديدية.؟. إن كنا لم نستطع حماية عمود كهرباء من غباء القبائل وحقدها، فكيف سنحمي خط سكة حديدية يمتد لآلاف الكيلو مترات في حدود القبائل أو داخلها؟. هل يمشي هذا البلد فعلاً حسب خطط مدروسة، هل فعلاً لدينا وزارة تخطيط ووزراء وحكومة يفكرون كبقية المسئولين في بلاد العالم أو حتى في أسوأ بلد في العالم؟. مليار وتسعة وعشرون مليون دولار فقط لا غير هو مبلغ سينعش اقتصاد البلد لو استثمر في مشروع آمن، لا تسألوني ماهو لأني غادة العبسي ولست وزارة التخطيط.. وإن كان المقصود هو رد اعتبار للثوريين الذين أهانهم علي عبد الله صالح حين قال لهم «فاتكم القطار» فلا بأس ولكن بشرط وزعوا أسلحتنا وجيشنا على طول السكة الحديدية حتى لا يفوتنا القطار والمليار..؟؟!! ارحبووا.