تخضع هذه الأيام بعض مدارس تعز لإصلاحات وترميمات مختلفة آخرها الطلاء، وكم كانت مدارس المدينة والمحافظة بمسيس الحاجة لمثل هذه الترميمات منذ أمد ابتداء بالساحات والأسوار مروراً بالمكاتب والفصول وانتهاء بالحمامات التي باتت تشكل هماً للطلبة والطالبات في أكثر من مدرسة نظراً لكل ما تحويه من قذارات تزكم الأنوف وتبعث على التقزز والاشمئزاز في ظل صمت مخيف من قبل أولئك القائمين على المدارس وعلى العملية التعليمية بشكل عام وإزاء تلكم الأوضاع المتردية لمدارسنا جاءت المبادرة المخلصة من قبل محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي الأخ شوقي أحمد هائل سعيد ليعيد لتلك المدارس اعتبارها المفقود وليعيد لفلذات الأكباد الراحة والاطمئنان، وفي هذا الإطار علق أحد الاختصاصيين في الانتقادات غير البناءة بالله عليكم حلقت عليهم ذلحين بالإصلاحات والترميمات أين هم من بداية العطلة فرد عليه آخر يا أخي أنت دائماً لا يعجبك العجب المهم أن المبادرة جاءت حتى وإن أتت متأخرة فغضب الأول، قائلاً شلوك الجن بعض المدارس فتحت أبوابها عقب الانتهاء من عطلة عيد الفطر السعيد والبعض مازالت تخضع للترميم هيا قلي أيش من سياسة تعليمية؟ فجاءه الرد أعتقد هذا أفضل من ندرس أبناءنا في أوضاع لا تليق حتى بالحيوانات. وفي السياق ذاته شدني كثيراً ذلك الخطيب في مسجد السعيد بعصيفرة في آخر جمعة حضرتها للصلاة حيث أشار لترميمات المدارس بكثير من الشجاعة والمسئولية مطالباً بضرورة الترميم لبعض العقول الخاصة ببعض القيادات والإدارات المدرسية وكذا المدرسين، وهنا وعقب صلاة الجمعة مباشرة حدثني أحدهم قائلاً: والله إن الخطيب كان صادقاً وأميناً، فنحن بحاجة إلى ترميم بعض العقول أكثر من ترميم الفصول وقبل أن أعقب على حديثه بادرني بالقول تصور ياعزيزي إحدى بناتي التي تدرس في واحدة من المدارس الخاضعة للترميم تمنت أن لا تفتح مدرستها الأبواب إلا بعد الانتهاء من إجازة عيد الأضحى بل طلبت مني أن أدعو الله الاستجابة لطلبها قلت له: ولم كل ذلك يا أخي ألم تسألها عن الأسباب قال نعم سألتها فجاء ردها صاعقاً حيث قالت: ذلحين أنت تعتقد يا أبي بأننا نذهب للدراسة فقط نحن نذهب إلى المدرسة لنتلقى الإهانات والضرب بسبب وبدون سبب. وفي مدارسنا يبرز هم آخر يتمثل ببعض المقاصف التي تعرض وتبيع لأطفالنا كل ما من شأنه تعريض أبناءنا من الطلبة والطالبات خصوصاً في المرحلة الأساسية لكل الأضرار الصحية الناجمة عن الإهمال الشديد في النظافة وكذا النظافة الشخصية للمشتغلين في تلك الأماكن، وإضافة إلى ذلك كله فإن المقاصف المذكورة بعضها بالطبع لا تخضع لأي نوع من الرقابة الغذائية أو البيئية كما أن العاملين فيها لا يخضعون للفحوصات الطبية المستمرة التي تثبت خلوهم من الأمراض المعدية وغيرها وهذه الأمور غاية في الأهمية وتستوجب سرعة التوقف عندها بكل ضمير ومسئولية من خلال التنسيق بين الصحة المدرسية وصحة البيئة ليس من أجل تقاسم المصالح بل من أجل صحة الأجيال فهم أمانة في أعناق الجميع والله من وراء القصد.