من يشرب ساقية الغفوة .. غير المتراصين على بوابة الأحلام .. وخلف نوافذ الرياح !.. يُذعنون للسراب الآتي من شقوة الترّهات .. يوقنون بفضيلة الإنتباه لثرثرة المتحدثين بكلّ شاردةٍ وواردة دون أدنى معيار للتفريق بين فُحش القول من شائعات الدهاليز المغلقة .. والأماني الضائعة .. والهواجس الموبوءة بالهلاك . أولئك البسطاء لا ينجون بحيلة الإنصياع .. إذ تتبطّشهم نكبة الإنجرار للقيل والقال .. وتحوطهم فواجع الزمن المتسارعة .. بينما هم قابضون على عُقدة الجمود .. والتفكير بعقول الآخرين .. والإحجام عن المشاركة الفعليّة في بناء حقيقة زهو الضمير الإنسانيّ بأرقى معانيه . وكترجمةٍ حقيقيّة للشعور الإيجابيّ بالمحيط .. يجب أن نمنح أفهامنا فرصة الإنتباه والإشتباه .. وهو ما يعززه التنبّه لكل ما يمرّ أمامنا ومن خلالنا .. والاشتباه بكل ما يُشعرنا بعدم الرضا أو منح الطمأنينة له تحت مُسمّى الاستفادة من تجارب الزمن . لهذا نحن في وضعٍ يستحق المزيد من الحذر .. والتريّث .. لكن دون إذعانٍ ودون تسويف أو مماطلةٍ لأي مشروعٍ يستهدف رفع القيمة التوعوية للفرد .. كون الركون لبصمة الآخر باسمنا تجعلنا أشبه مايكون بإمّعات لا جدوى منها سوى تكثيف الجهل .. والانخراط في المزيد من الاشكالات التي يستعصي علينا لاحقاً حلها بما يتواكب مع حقيقة المصير الذي نأمله . رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465552706817143&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater