هذا أحد مبادئ الفكر اللينيني الماركسي، يبدو أن القيادات الجنوبية في الخارج قررت التعامل به فيما يتعلق بالقضية الجنوبية.. فبعد أن كانت هذه القيادات: (ناصر والعطاس والجفري) قد تبنت خيار الفيدرالية من إقليمين، ها هي تتراجع إلى مربع ما قبل ذلك، أي الاستقلال واستعادة دولة الجنوب..! وفي ظني، أن هذا التراجع هو في صميمه مؤشر تقدم.. ذلك أن رفع السقف هو فن صميمي للحوار أو التفاوض.. ومادام هم قد رفعوا سقف مطالب مشروعهم فإنهم بالتأكيد قد قرروا الدخول في مؤتمر الحوار الوطني، وهذه خطوة إلى الأمام، في مقابل خطوتين إلى الخلف بتبنيهم من جديد خيار الاستقلال واستعادة دولة الجنوب..! في بيانهم الاثنين الماضي بتوقيع باعوم والعطاس والجفري، أعلنوا أن سقفهم هو (التحرير والاستقلال) ولأول مرة ربما يؤسس هؤلاء القادة لاصطفاف جنوبي على مستوى رفيع.. وقد أصابوا الهدف والغاية عندما أكدوا استعدادهم التعامل مع كل الأساليب والاتجاهات السياسية والنضالية السلمية المحققة لطموحات أبناء المحافظات الجنوبية، وهذه بحد ذاتها مرونة سياسية ملفتة لم نتعودها منهم من قبل..! يبدو أن المسار الجاد الذي وصلت إليه القضية الجنوبية اليوم قد دفع هذه القيادات إلى هذا المستوى من المرونة السياسية، وإلى هذا القدر من الاصطفاف والوفاق والعزم.. ويبقى على الأطراف في صنعاء والممثل الأممي ودول الخليج الراعية للمبادرة أن تلتقط هذا التطور المهم في الموقف الجنوبي وتتعامل معه بجدية ومسؤولية. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=466740006698413&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater