نحن متفائلون رغم الاجواء الضبابية والاعاصير الصفراء والرياح الهوجاء التي تحيط بسماء الوطن.. والسماء لا تمطر إلا عندما تحتجب بالسحب الداكنة السواد.. ومن رحم المعاناة يولد الامل الباسم، والنور الساطع، مهما كانت قسوة وعتامة الاعاصير والامواج المتلاطمة لابد من بزوغ خيوط الفجر البيضاء.. وشروق تباشير الصباح... لا لليأس والاستسلام.. لا للنعرات المذهبية والطائفية يكفي نبش القبور القديمة وتصفية الحسابات الماضوية.. فالجروح النازفة لا تعالج بمزيد من الدماء.. فلنكن حكماء وعقلاء في مناقشة قضايانا وازماتنا وشؤوننا الداخلية، فالخلافات والاختلافات في الرؤى والافكار والاطروحات لا يفسد للود قضية.. وعلينا ألا نخلط اوراقنا السياسية والحزبية والمذهبية بأوراق مصلحة الوطن العليا.. يكفي دماءً.. وجراحاً.. فالوطن في امس الحاجة الى تماسكنا وتوحيد رؤآنا وطاقاتنا وقدراتنا لبناء يمن جديد وجيل يدرك معنى وجوهر الولاء الوطني الحقيقي.. ولا يدرك عظمة وقدسية وصبابة الأوطان إلا عندما نغادرها طوعاً ام كرهاً وننأى عنها بعيداً فلا رفيق ولا صديق.. ولا جليس ولا أنيس.. لذلك فلنتصافح ولنتسامح من اجل بناء اليمن الجديد.. - فإقصاء الآخرين او تهميشهم لأسباب سياسية أو حزبية أو مذهبية أو ايديولوجية لا يجوز عرفاً ولا قانوناً ولا شرعاً ما لم تكن هناك جريمة او جناية تثبت بالأدلة والبراهين الدامغة الساطعة، ويقول القضاء كلمته الفاصلة فيها بعيداً عن أية تأثيرات من هنا أو هناك... علينا ان نلتزم الموضوعية والشفافية والمصداقية عند اتخاذ القرارات التي تمس سيادة الوطن وأمنه القومي وسلمه الاجتماعي دون مداهنة او مجاملة او مماحكة.. وحتى لا ننتهك حقوق الآخرين ونفتح الباب واسعاً للعابثين والمفسدين والمتمصلحين والانتهازيين الذين يسيئون للديمقراطية والحريات العامة، والتعددية السياسية بإستغلال نفوذهم السلطوي او القبلي او الحزبي او العسكري... وبهذا العمل اللامسؤول واللاأخلاقي.. واللاوطني يفرغون مضمون وجوهر الديمقراطية بمعناها الواسع والشامل في بوتقة الولاءات الضيقة المتزمتة.. ولنكن صرحاء واضحين دون لف او دوران عند طرح قضايانا ومشكلاتنا واختلافاتنا وان لا ننجر الى الماضي بل نتطلع الى مستقبل مشرق واعد بالخير والرخاء والعطاء والامن والبناء.. يكفي ما عانينا في الماضي من شروخ غائرة وجروح دامية أودت بنا الى الاوضاع الراهنة.. ومزقتنا شيعاً واحزاباً متنافرة متناحرة.. مازالت دماؤها نازفة رغم مرور خمسين عاماً من عمر الثورة اليمنية الخالدة.. كل هذه الافرازات السامة ناتجة عن الممارسات النخبوية الفاسدة أياً كان موقعها السياسي او الاكاديمي او السلطوي.. لقد تراكمت تلك السلبيات عاماً بعد عام حتى حبلت سفاحاً.. وتوارثها جيلاً بعد جيل حتى احدثت شروحاً عميقة في جسد مفهوم الولاء الوطني وثقافة «الأنا» الفرعونية ، فيا ترى ما هو المخرج من تلك المحن والازمات..؟! اذاً كنا جادين حقاً لإخراج الوطن من تلك الازمات فما علينا إلا ان نخلع عباءة المذهبية والطائفية والمناطقية والجهوية والايديولوجية ونتسلح بثقافة الولاء الوطني الصادق.. وان مصلحة الوطن العليا فوق اي مصالح مهما كانت.. وحينها نعالج شروخ الوطن وتراكمات الماضي بهدوء ورؤى توافقية لا ضرر فيها ولا ضرار.. ولا غالب ولا مغلوب من اجل بناء اليمن الجديد.. وبناء الدولة المدنية الحديثة... فكلنا أبناء لهذا الوطن إلام الخلاف والاختلاف..؟! فما علينا إلا ان نضع ايدينا سوياً، ونتصافح ونتسامح من أجل اليمن.. كل اليمن.. رابط المقال على الفيس بوك