يتساءل المواطنون هذه الأيام عن أماكن تواجد مخازن السلاح في العاصمة صنعاء، ولا يجدون إجابة شافية لذلك السؤال الصعب، والذي إذا وجدنا له إجابة صحيحة فإن جزءاً كبيراً من قضية الحوار الوطني ستحل تلقائياً، وسيطمئن المتحاورون وهم يتحاورن على حياتهم. فكم مرة حدث انفجار مروع في مخازن يقال إنها مخازن سلاح بجوار الأحياء السكنية، وأدت إلى خسائر في الأرواح وخسائر مادية في المساكن دون تعويض يذكر، ناهيك عن القلق العميق الذي نتج عن تلك الانفجارات المرعبة، تخيلوا حين تنفجر مخازن أسلحة، ما الذي نتوقعه فعلاً؟. وكثيراً ما يرجع ذلك لخلل فني، وتصرح الجهات المعنية بأنها بصدد التحقيق في الحادث كنوع من التهدئة للمواطنين المغلوبين على أمرهم، ثم تهدأ الأمور بعد فترة وجيزة وكأن شيئاً لم يكن. فحين يحدث انفجار تابع لجهة عسكرية معروفة فذلك أمر متوقع حدوثه في أية لحظة، رغم أن وجود المعسكرات في المدن وخاصة أمانة العاصمة يعد خطراً حقيقياً يهدد حياة المواطنين الأبرياء، ومصدر قلق دائم لهم. أما حين يحدث انفجار مروع يهز شارع الجزائر قرب الحي الدبلوماسي ويؤدي إلى تأثر المساكن المجاورة ويصيب حوالي 17 مواطناً بجروح. ويقال بأن المنزل هو لرجل الأعمال جرمان، وأنهم ينوون القبض عليه للتحقيق في ملابسات الحادث ثم يأتي خبر آخر ليؤكد بأن الانفجار ناتج عن اسطوانات غاز كانت في بدروم المنزل. في حين تؤكد بعض وسائل الإعلام بأن رجل الأعمال هو تاجر سلاح، وتتضارب الأنباء، مما أدى إلى بلبلة غير عادية، أما الجهات الحكومية كعادتها تصرح بأنها بصدد التحقيق لكشف ملابسات الحادث. ألا يحق لنا كمواطنين أن نتساءل عن أماكن تواجد مخازن الأسلحة ومن يمتلكها؟ أم أن هذه أسرار عسكرية تمس الأمن القومي للبلد؟، وما نخشاه فعلاً أننا نفاجأ بانفجارات مشابهة لشارع الجزائر، بل وأفظع منها في مناطق وأحياء لم نكن نتوقع وجود مخازن سلاح فيها. ترى إلى متى سنظل مهددين بمخازن الأسلحة في العاصمة صنعاء بالذات؟ وكيف يمكن للحوار الوطني القادم أن يثمر ويحقق أهدافه المرجوة في ظل هذا العبث؟. نحن فعلاً بحاجة للجيش الوطني القوي ليحمي يمننا الحبيب براً وبحراً وجواً في الحدود، لا أن يتركز داخل المدن بهذه الطريقة، ويترك حدودنا مباحة لكل طامع ومتسلل، ولكل مجرم هارب من بلاده من حكم القضاء. نتوجه بالنداء لحكومتنا كي تقوم بحملة مفاجئة للكشف عن أماكن تواجد السلاح، وتعلن عبر وسائل الإعلام عن مكافآت مجزية لمن يبلغ عن تلك الأماكن. لا نريد أن نصحو يوماً وقد تحولت عاصمتنا إلى أطلال، فما نخشاه أن تحترق الأماكن الأثرية ودور الكتب، وأن تنمحي هويتنا كيمنيين تماماً. اللهم احفظ يمننا من الطامعين ومن تجار الحروب، اللهم آمين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك