ما أشبه الليلة بالبارحة كم هذا المثل مقدس في بلادنا ويعمل به كما لوكان دستوراً أو شيئاً مقدساً لايمكن الخروج عن قوانينه وأحكامه، فكل شيء في حياتنا يكرر نفسه، خاصة أخطاءنا، وكلما فكرنا بالتغيير، أثبتنا ماغيرناه، هكذا وعشنا نفس الوضع من جديد، ربما يكمن السبب في كوننا لانية لنا في التغيير أصلاً وخاصة التغيير الإيجابي والتقدم نحو الأفضل فقط لخوفنا من الآتي ، واقتناعنا أن مانحن فيه هو الأفضل . إن المثل القائل (دوام الحال من المحال) لاوجود له عندنا، فمن مئات السنين ونحن نخزن ويشقى الشاقي طوال ليله ويومه ثم في الأخير يخزن بها ، ويترك أولاده بين الجوع والمرض، ودولتنا الجديدة التي أملنا عليها التغيير والعدالة والمساواة والمواطنة العادلة وو ...إلخ جاءت بما كان قديماً وبزيادة، فكل حزب بما لديهم فرحون، ويكفي أن تدخل أي مرفق حكومي في أي مؤسسة لتجري أي معاملة فتجد العجب العجاب ويتجسد أمامك مسلسل كرتوني مشهور يشاهده كل الصغار وحتى الكبار ويتحول من يعامل إلى جيري ، ذلك الفأر الصغير والمسؤولون إلى الجميل توم ، فيجب أن يلاحق المعامل المسؤول إلى كل مكان وزاوية وطريق ، وينصب له فخاً في كل مكان ، وذلك ليس واحداً أن المسؤولين من فئات مختلفة ، أو بالأحرى من أحزاب مختلفة ، وكل واحد ينصب راية العداء للآخر ، فيحاول بكل الطرق أن يدمر عمل الآخر ، تماماً كما يفعل جيري بتوم ، وعليه فيجب أن يتحول ذلك المعامل المتعثر في الحياة إلى جيري ويحاول مغالطة ومسايرة.. الجميع، دون أن يشعر أي منهم أنه مع الآخر، أو حتى يحترمه مجرد احترام، فقد يجمع المكتب الواحد 4 موظفين بأربعة أحزاب، كل واحد لديه شلته وأصحابه، ومبادئه وطموحه وقوانينه، ويجب أن يصل إلى مايريد، ومن هم ضده لابد من سحقهم وعرقلتهم، ولكم أن تتخيلوا وضع ذلك المعامل الذي يحتاج ل4 وساطات، ومن فئات مختلفة، و4 تخازين، و4 رشوات، و4 مبادئ، و4وجوه، وهلم جرا. ويتحول المعامل الفقير إلى جيرى الصغير، تنتهي حياته وهو يجري هنا وهناك، ويخطط للمكائد والمصائب التي سيحيلها بمن يعامل لديهم، ليمسك عليهم أي شيء يستطيع به أن يخرج من تلك المعاملة بسلام، وبأقل الخسائر الممكنة، ونضطر لكي نستطيع الحياة والتعامل مشاهدة (توم وجيري) فقط، ثم نقوم بتطبيقها عملياً، لنستطيع العيش بسلام، فمن يريد الحياة اليوم مع كل هذه الفئات المتصارعة المختلفة، فلابد أن يبعد أولاده الصغار عن قنوات الأطفال، ليحتل أماكنهم لمشاهدة(توم وجيري) ليطبقه في حياته ليعيش. رابط المقال على الفيس بوك