تعز اليوم هي من تقود مشروع التغيير نحو إقامة الدولة اليمنية الحديثة.. وبناء اليمن الجديد..! هذه القيادة التي اكتسبتها ليست من فراغ، بل من ثقلها الجيوبوليتيكي، ودورها التاريخي، وديناميكية وفاعلية أبنائها الصناديد الذين عودونا على خوض المعتركات الصعبة وتقديم التضحيات في مختلف المراحل..! ومثلما كانت تعز حاضنة لثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر وانتصرت من أجل حرية واستقلال الشعب اليمني شمالاً وجنوباً.. هاهي اليوم تعز في الطليعة تنتصر للشعب ضد الاستبداد والحكم الفردي والعائلي المتخلف..! من تعز اندلعت الثورة الشبابية السلمية التي تجتث خطوة بعد الأخرى الموروث البشع من الاستبداد والفساد والفوضى واللادولة وتؤسس للتغيير القائم على العدالة والمساواة ودولة النظام والقانون..! تعز هي حجر الزاوية لمشروع التغيير الذي ينشده الشعب ويتطلع الى أهدافه النبيلة.. وتقع على تعز مسؤولية قيادة هذه المسيرة الظافرة بما تمتلك من ثقل بشري ناضج وإرث تاريخي نضالي يؤهلها لدور محوري في إعادة صياغة الكيان الجيوبوليتكي الجديد للوطن الجديد المتحرر من قبضة القوى القبلية والعسكرية والدينية المتخلفة..! لا يجب أن يتقوقع دور تعز- كما كان في الماضي- لخدمة هذه القوى تحت مبرر حماية الوحدة او أية مبررات اخرى..! ولا يجب على أبنائها المناضلين ان يسخّروا تضحياتهم لخدمة هذه القوى واستمرار هيمنتها على مقدرات الوطن والشعب..! بل إن على الجميع أن يتصدى لهذه القوى الغاشمة ووضع حد لعبثها واستهتارها الفاضح والمناهض لقيام الدولة وبناء اليمن الجديد. على تعز أن تواصل دورها التاريخي، وأن تنسج خطوط التواصل وتشيّد جسور التوحد مع المحافظات الجنوبية وأن يكون لها تأثير على مكونات الحراك الجنوبي، باعتبار هذه الأخيرة هي عنوان المدنية والدولة الحديثة التي ننشدها.. وهي أداة مشروع التغيير الذي نؤسس له اليوم في مواجهة القوى القبلية والعسكرية والدينية المتخلفة..! تعز انتصرت لكل مراحل ومحطات التحولات التي شهدها الوطن في الماضي..ولها القدرة الفائقة اليوم أن تنتصر للتحولات الجديدة .. وعليها ان لا تكون حبيسة للثقافة الماضوية التي اخضعتها للولاء والطاعة غير الموضوعية وغير العقلانية.. بل الطاعة السلبية الساذجة التي خدمت بصورة فجة تلك القوى المتخلفة التي طالما عرقلت مسيرة الشعب في الحرية والدولة والعدالة والمساواة والمدنية..! وبعيداً عن القوالب الجامدة لمفاهيم الوحدة والوطن والثورة..الخ يجب أن تتحرر النظرة الواقعية لتعز وأبنائها تجاه الحاضر والمستقبل.. فالأوطان هي تلك التي يُحترم فيها الانسان وليست تلك التي يهان فيها مقابل إرضاء مصالح قوى الاستبداد والتخلف.. قوى ما قبل الدولة..! رابط المقال على الفيس بوك