مسلسل الاغتيالات يتواصل بطريقة مريبة ، وهذا يذكرني باغتيالات ما بعد وحدة مايو ، عندما تعرض كوكبة من خيرة كوادر الحزب الإشتراكي اليمني لاغتيالات متواترة ، وكان رأس النظام وجوقة المطبلين له يقولون بأن تلك الاغتيالات هي من قبل جنوبيي ( الزمرة) الذين يصفون حساباتهم مع رفاق الأمس ( الطغمة ) أعداء اليوم ، لكن هذا التبرير كان أكثر من متهافت ، لأن جنوبيي ما بعد يناير ليسوا بهذا القدر من الخسة حتى يباشروا اغتيالات غامضة، كتلك التي ترادفت مع إعلان وحدة الشطرين ، فالخيار الجنوبي الرسمي اتسق دوماً مع مقتضيات الرؤية الوحدوية الجذرية التي تبنتها فصائل العمل المسلح قبل خروج بريطانيا من عدن ، ثم أصبح هدفاً استراتيجياً للجبهة القومية التي استلمت السلطة في الجنوب ، وتوالت متوالية الوحدة كهدف أسمى مع تجربة الحزب الإشتراكي اليمني وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، ولم يكن الغدر وسيلة لتصفية الحسابات مع الخصوم بالرغم من الفداحات الدموية التي ترافقت مع تجربة الجنوب . أقول هذا الكلام لنستعيد الذاكرة حول الاغتيالات الإجرامية التي ترافقت مع الوحدة وطالت قامات هامة من قيادات شركاء الوحدة . اليوم يتم تجيير الاغتيالات اليومية على تنظيم القاعدة ، ودون تحديد أي قاعدة عنها يتحدثون .. هل تلك المرتبطة بالدوائر الأمنية؟ ، أم الطهرانيين العقائديين الصادرين عن طوبى المثال الفارغ من محتواه؟ .. نعم .. ذات العناصر التي كانت تباشر القتل الغادر ضد قيادات الحزب الإشتراكي والحركة الوطنية اليمنية تباشر اليوم الاغتيالات ضد القيادات العسكرية الشريفة التي اختارت درب الشعب ، وقارعت من تم تسليمه محافظة أبين، في رابعة من ليل تآمري مكشوف، نكاية بالشرعية الجديدة الرائية للتغيير . إن لم تتم مكاشفة من يديرون هذه الجريمة اليومية المتجولة بالأقدام والدراجات النارية والسيارات سيعيد أعداء التغيير حرب 1994 الظالمة ، وربما ما هو أفدح منها . ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك