لا يمر يوم دون أن نسمع عن حوادث مرورية مروعة سببها الرئيس الموتورات، التي صارت موضة أكثر منها أحد سبل الرزق وأقرب طريق للموت.. قبل حوالي أسبوع كان لعائلتي نصيب من وجع الموتورات، لقد اختطفت روح حاتم وحيد والديه، والذي لا يتجاوز عمره السابعة عشرة.. حين استقل موتوراً يقوده طفل في الخامسة عشرة مع ابن عمه الذي يقاربه في العمر، كان سائق الدراجة يقود بطيش وجنون مراهق، وحين وصلوا إلى جوار السفارة السعودية اصطدم الموتور بالرصيف وطار عالياً ليقذف بالأطفال الثلاثة فوق الاعمدة الحديدية التي تحيط بالسفارة وتخترق الأخيرة وجوههم وأجسادهم وترديهم الثلاثة قتلى.. جارنا الشاب الذي حمل أوراقه متجهاً إلى الجامعة بعد اتصال جاءه من أحد الدكاترة لكي يسرع، فأسرع مع صاحب الموتور المتهور ليصطدموا بسيارة ويصابوا بكسور وتمزقات في أجسادهم لا أحد يعلم كيف سيكون مصيرهم.. الموتورات التي لا تتعامل معها وزارة الداخلية بجدية في الحوادث المرورية، تعتبرها بمقام الإنسان على الرغم أنه وسيلة موت بامتياز.. قبل فترة كانت هناك حملة ترقيم للموتورات لتسري عليها قواعد المرور التي تسري على جميع المركبات الاخرى، ولكن الحملة توقفت كدعوة صريحة إلى الموت والإعاقات. في الواقع دائماً الموتورات هي المخالفة هذا مانشاهده نحن المواطنين الذين نسير في الأسواق والشوارع لساعات طويلة، ومع ذلك المرور يعتبر الموتورات هي الطرف الأضعف، ودائماً هم أصحاب الحق، على الرغم أن ما نلاحظه مثلاً في الخطوط السريعة كخط الستين حين تقف على الرصيف منتظراً فرصة لقطع الشارع، تجد الموتورات تقطع الشارع عرضاً ذهاباً وإياباً لأن أصحابها في عجلة من أمرهم، ولأنهم على موعد مع الموت لا يخلفوه أبداً...!!؟ إلى أي قانون تستند وزارة الداخلية في التعامل مع الموتورات كأنهم أطفالها المدللون.. ليس الموت فقط ما تفعله الموتورات أيضاً تصرفاتهم اللا أخلاقية مع النساء في الشوارع العامة، حيث يمدون أيديهم إلى أجزاء معينة في أجساد النساء، أو يخطفون شيئاً من أيدي المارة، وهم يصرخون ويضحكون يطريقة مستفزة، فلا تجد الضحية طريقة للدفاع عن نفسها ولا تجد رقماً على الموتور تستطيع أن تبلغ عنه أو تسترجع حقها. هذه ليست دعوة لقطع أرزاق هؤلاء المجانين ولكنها دعوة للتقليل من الموت الذي يخطف كل يوم عزيزاً، إنها دعوة موجهة إلى وزارة الداخلية بوضع حد لهذه المسخرة، يكفي أن الموتورات صارت وسيلة ناجحة للاغتيالات وتصفية الحسابات بين السياسيين المتصارعين على الساحة.. فقط حملة ترقيم للموتورات ومعاملتها كغيرها من وسائل النقل، تسري عليها المخالفات، وتعنيهم إشارات المرور وشرطة المرور المزروعة في الجولات والتي يمر الموتور إلى جوارها وتعامله كغيره من المارة من البشر.. كما يجب أن لا تمنح تراخيص لقيادة الموتورات للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، فأغلب الذين نشاهدهم يقودونها أطفال يجب أن يكونوا على كرسي الدرس في مدارسهم يرددون خلف معلمتهم أبي اشترى لي ساعة، لا على كراسي الموتور يصرخون قلب قلب وين وين، وبعد دقائق نجد قلوبهم مهروسة تحت إطارات القاطرات..! رابط المقال على الفيس بوك