لاشك بأن قرار توقيف الدرجات النارية الغير مجمركة خطوة إيجابية في إطار الحد من استخدامها لأغراض عدوانية، ولكن هل نكتفي بهذا لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في عموم ربوع الوطن؟ أم ما يزال هناك الكثير من الخطوات التي علينا السير بها والمتمثلة بجملة من القرارات التي يحتمها الوضع الراهن حيث تبرز الاختلالات الأمنية في مقدمة كافة القضايا والتي لايمكن تحقيقها ما لم يكن هناك أمن واستقرار. عندما نشرع في تطبيق نقطة معينة دائما ما تواجه بلادنا صعوبة في التنفيذ منذ الوهلة الاولى هل تعرفون الأسباب! لأن النقاط اللاحقة دائما ما تبقى مجهولة . دشنت الحملات في الأمانة ضد الدراجات النارية المجهولة متجاهلين التسلسل الهرمي في القضاء المبرم على المظاهر المسلحة التي تبدأ من السيارات المحشوة بالأفراد المدججين بالسلاح الخفيف والمتوسط حتى وان كانت حالياً تمر من النقاط العسكرية وايضا من امام رجال الأمن المنشغلين بمتابعة ما نصت عليه التوجيهات، فهل يستتب الأمن والاستقرار حتى وان اصبحت المدن الرئيسية خالية تماما من الدراجات النارية؟ خمسون عاماً ونحن نتحدث عن المظاهر المسلحة والثأر برغم وجود محاولات للخلاص منها ولكن لم نصل معها حتى الى اقرب نتيجة والأكثر غرابة هو الاستمرار بنفس الاسلوب، لم يحاول احد ولو لمرة واحدة السعي لتغيير طريقة كيف نعيش في أمان . ماذا عن الوعي والثقافة؟! ماذا عن حملات التوعية التي تبدأ من المنزل ثم المدرسة والجامعة؟ ماذا عن الشخصيات الاجتماعية والمشايخ ومسؤلي الدولة وكل من يقتدي بهم المواطن؟ ماذا عن العمل المستمر الذي تنكسر معه الحواجز الموسمية التي تبقي جميع التوجهات مجهولة دون ان يعرف احد ماذا بعدها، اذا كان هناك في الاصل خطوات لاحقة حتى لاتكون هناك ثغرة بين جملة الخطوات الأمنية, ولعل جميعها متطلبات اساسية تتضمنها قاعدة إرساء الأمن والاستقرار، ليس فقط لبقائه يقضا يتمتع بحس امني نابع من صميم الولاء الوطني بل لإغلاق جميع المنافذ امام اعداء الوطن المتربصين بأمنه واستقراره . لذا علينا البحث عن شيء يعلوا فوق الجميع دون أن يعلا عليه ..شيء يشعر الجميع من خلاله بمتنفس عميق حيث يبقى كفيلاً وبديلاً عن كل الطرق الاخرى لإعادة الحق إلى اصحابه، حيث يكون العيش تحت ظلاله قادراً ان يجنبنا العديد من المتاعب والمشاكل وفي مقدمتها إراقة الدماء البريئة والسحق ممن لهم القدرة على الظلم وكذا القضاء على ظاهرة العنف وكل الوسائل التي قد يلجأ اليها المظلوم لاستعادة حقه واذا تحقق ذلك الذي على كل فرد منا البحث عنه كأهم وسيلة لعيش أفضل، فلن يستفيد شخص بعينه كونها قضية تلامس هموم الجميع. رابط المقال على الفيس بوك