دعونا بداية نشيد ببعض التحسن الذي طرأ على حالة الأمن في أمانة العاصمة منذ بداية الانتشار الأمني الذي قامت به وزارة الداخلية خلال الأسبوع الماضي ، وملاحقة سائقي الدراجات النارية ، والمركبات غير المرقمة.. مع تأكيدنا بأن مباشرة إطلاق النار على بعض سائقي الدراجات النارية والذي أودى بحياة بعضهم وبعض الركاب معهم ليست هي الوسيلة المناسبة للتعامل مع الوضع، إلا في حالة واحدة عندما يكون من المؤكد أن سائق تلك الدراجة قد قام بارتكاب جريمة جنائية ما (خطف أو قتل أو سرقة بالإكراه) .. إذ لابد أن تمتلك الأجهزة الأمنية دراجات نارية أعلى سرعة من تلك التي يمتلكها المواطنون ، وبالتالي فبوسعها ملاحقة أي مخالف والقبض عليه، لا أن تطلق النار مباشرة على رأس السائق كما حدث في حارة الصافية ، أو سوق شميلة .. الشيء الآخر: لابد أن تتبع أجهزة المرور أسلوب اللامركزية .. أو تشكيل لجان متعددة في ترقيم تلك الدراجات، لا أن يكتظ حوش المرور بذلك العدد الهائل ، مع ما يسببه من عملية إرباك .. مع كل ذلك سأظل على يقين بأن هناك علاقة ما بين حجم (بحشامة تخزينة قات) سائق أي مركبة (خاص ، أجرة ، نقل عام) وبين صناعة الموت التي ازدهرت وتزدهر في الآونة الأخيرة في بلادنا .. ويمكن أن نصل إلى نظرية التناسب الطردي بين حجم البحشامة وعدد الحوادث المرورية والأمنية يومياً أو شهرياً أو سنوياً .. ولكم أن تعودوا إلى إحصائيات الادارة العامة للمرور ، أو حتى الى رسائل الموبايل التي نتلقاها بين وقت وآخر عن عدد الحوادث .. ومع ثقتي بأن هناك علاقة ما بين تخزينة السائق ونوعية القات ، السهر ، الارهاق ، حالة الهستيريا التي تجعله يتعامل مع المنعطفات والمطبات ، والطرق بطريقة يستحضر فيها أفلام الأكشن .. وبالذات سائقي البيجوت والباصات (الهايس ).. الخط الطويل ..وبين حجم الحوادث الأمنية والمرورية . عادة تزداد عملية التدخين عند السائق المبحشم .. فتجد يديه منشغلتين إحداها بالسيجارة ، والأخرى بقنينة المياه ، أو الباور هورس ، أو الديو .. عن عجلة القيادة .. كذلك هناك سائقون لديهم إضافات أخرى ( أقراص ديزبم ، وبازوكا ) ، والبعض يضيف إلى ذلك ولعة الشمة ( أو ما يسمى بالبردقان ( الشمة البيضاء) ... وحدِّث ولا حرج .. فهل سينتبه السائق للطريق ، أم لإرشادات المرور ، أم للحديث مع من هم بجانبه من الركاب؟ .. أما بحشامة سائقي الدراجات النارية ( فهي دبل بحشامة) وبالتالي فاحتمالات الاصطدام والحوادث ، والخطر على سائقها وعلى راكبيها ، وعلى الآخرين تكون مضاعفة .. عندما تجتمع عملية انشغال السائق بالبحشامة مع الدردشة على الموبايل تكون النتيجة أكثر خطورة .. ندعو الإدارة العامة للمرور إلى أن ترفع شعار ( من أجل سلامتك .. أجِّل بحشامتك ) أسبوع المرور القادم. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك