فوجئت حين أتاني اتصال تلفوني من شباب يقولون إنهم من «المجلس التنسيقي لنقابات عمال القطاع الخاص» وإنهم قرأوا في أحد أعمدتي عن العمل النقابي ودور وزارة العمل في متابعة حقوق العمال القانونية وفقاً لقانون العمل.. المهم أنهم وجهوا إليّ دعوة للجلوس مع بعض ومناقشة العمل النقابي، والاستفادة من النقاش في عملهم النقابي وتوجهاتهم النقابية، وعلاقتهم بأصحاب العمل. حصلت على «بروشور» لمجلس التنسيق، وعليه أسماء النقابات، ووجدت أن معظم النقابات التي نشأت في القطاع الخاص هي في شركات مجموعة هائل سعيد أنعم.. وهذه تعد خطوة متقدمة جداً من قبل المجموعة.. حين سمحت بإنشاء نقابات عمالية في شركاتها.. صحيح أنها أتت متأخرة...لكن كما يقال: «أن تأتي متأخراً أحسن من الاَّ تأتي» خلال الحديث مع الإخوة النقابيين أكدت أن تكون هناك نقابات عمالية في القطاع الخاص، إنجاز كبير جداً.. لكن الإنجاز الأكبر هو تعزيز الثقة بين النقابات، وأصحاب العمل وإشعارهم بأن النقابات العمالية ليست خصماً، ولا عدواً ولا حاقدة على صاحب العمل.. بقدر ماهي حلقة وصل و اتصال بين القطاع العمالي وبين أصحاب العمل في ظل علاقة حسنة، وطيبة تعود على الجميع بالفائدة والنفع والمصلحة المشتركة، وعلى القطاع الخاص أيضاً أن يوطد علاقته بالنقابات، والاتصال والتواصل معها، والاستماع إليها للوقوف على حقيقة العمل النقابي، ومعرفة أنه عمل مهني حقوقي...وليس عملاً سياسياً، ولا إضرابات أو اعتصامات أو تعطيل للعمل بقدر ماهو عمل يساعد ويوفق بين مصلحة العمل وصاحب العمل، وبين مطالب العمال الحقوقية وفقاً لما يقضي به قانون العمل، ومصلحة الطرفين، وهي حقوق لو تفهمها صاحب العمل لوجد أنها لن تضر به، ولن تؤثر على فوائده وأرباحه بقدر ما ستعمل على توفير الاستقرار المعيشي والحياتي للعامل مما يجعله قادراً على التفكير، والتجديد، والإبداع والاجتهاد أكثر بهدف رفع مستوى الإنتاج كمياً وتحسينه “نوعياً”.. وفي هذا سوف تعم الفائدة والربح لطرفي العملية الإنتاجية “العامل وصاحب العمل”. من المهم جداً في هذا الجانب أن يكون هناك تواصل بين النقابيين، والغرفة التجارية للتعاون من أجل إقناع بقية الشركات وأصحاب العمل الآخرين على الحذو حذو شركات مجموعة هائل سعيد أنعم في تشكيل نقابات في شركاتهم...فالنقابات يجب ألا تخيف أصحاب العمل ما دام يرى أنه عادل ومنصف ومطبق لقانون العمل مع عماله.. وإذا كان غير ذلك فعلى كل صاحب عمل توخي العدل والإنصاف مع عماله وفقاً لقانون العمل.. بل ووفقاً لشرع ربنا حتى تنشأ علاقة حسنة وطيبة بينه “أي صاحب العمل” وبين العمال.. وبالتالي لن يخاف من نشوء نقابات لعماله.