إن كان للصمت قيمة.. فهي لا تعدو عن كونها قيمة رخيصة في أذهان من استمرأوا صراخ المُتعبين والآيلين للنكبات على الدوام. لكنّ الصمت بحدّ ذاته هو تلك اللغة الراقية في مسافة التعبير الإنساني عن حقيقةٍ غامضة.. أو هدفٍ نبيل تدركه العيون المتوضئة باليقين.. والقلوب المتوهجة باحترام الآخر والتعاطي معه؛ كونه حدثاً قائماً على وجه دائرة التعايش. غير أنّ الموتورين بحبّ التنافس الأعمى.. والنزق العمليّ تجاه كل شيءٍ يتطلّب موقفاً حاسماً أكثر هدوءاً ووصولاً.. لا يفهمون سوى لغة الصراخ والمفاجآت المتعددة في الموقف الواحد. فما الذي يجعل البعض لا يسمعون إلا الصراخ رغم قرب الموجوع منهم؟!.. ومتى سيرتقون إلى مقام الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر كموجةٍ تشكّل منها بحر؟.. حتى إذا ما أعيته الحيلة وضاق بعبث المتربصين بنقاءه.. ثار على شاطئ الغفلة ليجتثّ كل ما هو عثرة في طريق النماء. * (مستوحى من شطر بيت للشاعر الكبير نزار قباني: (والصمت في حرم الجمال جمالُ). [email protected] رابط المقال على الفيس بوك