القوات المسلحة مهمتها الأساسية هي حماية الوطن من أي خطر أو عدوان خارجي يهدد البلاد، ومكان تواجدها في الأساس ليس المدن الرئيسة داخل البلاد وإنما مهامها الصحيح مناطق الحدود وسواء كانت حدودا برية أو بحرية، وكلنا يعترف أن للقوات المسلحة اليمنية الدور الكبير في حماية الثورة ومكتسباتها وكذا حماية حدود البلاد وقد تلازم هذا الدور الوطني للقوات المسلحة منذ قيام ثورة ال 26 من سبتمبر، وحتى يومنا هذا، لكن البعض أو القلة من منتسبيها أرادوا تشويه سمعتها من خلال بعض الأعمال التي لا تشرف هذه المؤسسة الوطنية باعتبارها فخرا وعزة لليمن، هناك البعض وعلى امتداد العقود السابقة يستغلون نفوذهم في القوات المسلحة للاستعلاء والاستقواء على الممتلكات العامة أو الخاصة من خلال العمل على نهبها بالقوة ومن ثم الإتجار بها بغرض الإثراء غير المشروع ومثل هذه الأعمال بالطبع تتنافى تماماً مع الأهداف والمبادئ التي قامت أو أنشئت من أجلها القوات المسلحة لما هو معلوم في أحد الأهداف الستة للثورة السبتمبرية المجيدة، ولا يخفى على أحد ما تم نهبه والسطو عليه من الأراضي سواء كانت أراضي تملكها الدولة وهي أملاك عامة للشعب أو أملاك خاصة تم نهبها من مواطنين بسطاء لم يستطيعوا الوقوف أمام مثل هؤلاء الذين استغلوا مواقعهم في القوات المسلحة هذا ومع ارتخاء الحكومة وضعفها حتى لا نقول مباركتها لهم لما يفعلونه لم تستطع الدولة إيقاف مثل هذا الغول الكاسح للأراضي وعلى امتداد الساحة اليمنية كلها وأكثرها تضرراً محافظات عدنوالحديدة وتعز لما لحق بها من نهب منظم للأراضي وبالكيلو مترات وبالعودة إلى الماضي القريب أي منذ قيام الوحدة سنجد أن ما أصاب الوحدة من جروح وخدوش سبب ذلك كان نهابي الأراضي سواء أكانوا من العسكريين أو من المدنيين المتنفذين الذين جعلوا من الوحدة مصدر فيد لإشباع رغباتهم في الإثراء السريع ولا نجافي الحقيقة بأن هناك قوى كبيرة ومتنفذة قد سهلت لهم ذلك وإلا لما استطاعوا نهب ما نهبوه إذا فعلت الدولة نظمها وقوانينها وهذا ما جعل أبناء المحافظات الجنوبية يشعرون بالأسى والحزن لما آلت إليه الأمور في هذا الخصوص خصوصاً وأن 95 % منهم لا يمتلكون مقدار مساحة صغيرة يبنون عليها منازل لهم ولأطفالهم بينما حمران العيون عملوا على نهب مساحات على بعد النظر ومثل هذه الأفعال هي مبدأ أوصلت الأمور إلى ماهي عليه اليوم أما ما تعاني منه محافظة الحديدة، مدنها وريفها فتحدث ولا حرج؛ إذ أصبحت أراضي الحديدة تنهب جهاراً نهاراً ممتلكات الدولة تنهب ولم يستطع أحد إيقاف ذلك بالرغم من النداءات والاستغاثات ولسنوات مضت ولكن لا حياة لمن تنادي وكأن الحكومة في رضاء تام على ذلك ولم نعلم سراً؛ لذلك ومن الطبيعي لابد أن يكون هناك سر وإلا لتحركت الحكومة بما تملكه من قوة وأجهزة لمنع ذلك العبث الذي يسبقه الإصرار وآخر ما سمعناه وقرأناه هو استغاثة محافظ الحديدة الذي لم يستطع أن يقف متفرجاً لما يراه من نهب منظم للأراضي فقد ناشد السلطة المركزية بالتحرك من أجل إيقاف العبث بأراضي الحديدة، إذاً كيف نتصور بأن يطلب الرجل الأول في تلك المحافظة النداء من أجل إيقاف نهب الأراضي التي تتعرض له فهذا يدل على أن من ينهبون الأرض يستندون إلى خلفيات تسندهم يقابل ذلك ارتخاء الدولة في كبح جماح مثل تلك الأعمال؛ لذا فإن على الدولة أن تعمل على فرض هيبتها ونفوذها فهي الأقوى وهي الشرعية ولابد من استخدام نفوذها ما لم ستتحول البلد إلى غابة يصول ويجول فيها قلة قليلة من الخارجين على القانون. رابط المقال على الفيس بوك