أنا الشعب زلزلة عاتية .. ستخمد نيرانهم غضبتي.. ستخرس أصواتهم صيحتي.. أنا الشعب عاصفة طاغية.. أنا الشعب قضاء الله في أرضي.. أنا الشعب.. ألفاظ متجددة ومستمرة، ما إن حلت ذكرى ثورة “11” فبراير الثانية اليمنية إلا وعادت بي الذاكرة إلى تلك الألفاظ، وأصبت بالاندهاش من الجموع الهادرة والغفيرة التي خرجت من الأرياف والمدن تهتف ل”11” فبراير العظيم لتنقلنا إلى التساؤل العظيم : لمن البقاء ؟ إن الذكرى الثانية للثورة الشبابية الشعبية التي انطلقت في ال«11» من فبراير 2011م ليست كأية ذكرى، إنها ذكرى دائمة ومستمرة فتحت آفاق التغيير والتطور والتقدم لبناء اليمن الميمون، إنها ذكرى الشعب، الغني والغفير والمتوسط، إنها ذكرى الشباب المتوقد والمتطلع لغدٍ أفضل، إنها ذكرى الأحزاب السياسية التي اتحدت في التسوية السياسية المنبعثة من المبادرة الخليجية تحت قيادة حكومية وفاقية واحدة وانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي.. إنها ذكرى كل الشعب بجميع فئاته رجالاً ونساءً الذي تنفس صبح يومه ال«11» من فبراير 2013 بمسيرات جماهيرية حاشدة واحتفالات ومهرجانات كرنفالية بلوحات فرائحية وحماس جماهيري عظيم في كل ساحات التغيير وميادين الحرية، رافعين لافتات وشعارات تطالب باعتماد يوم ال”11” من فبراير يوماً وطنياً ومؤيدين التغيير والبناء ومؤكدين أن ال«11» من فبراير هو ميلاد اليمن الجديد وبأنه بداية الانطلاق وبداية التغيير إلى الأفضل باستمرارية تتشبث بالثورة وتتمسك بتحقيق أهدافها كلها، كما أنها نادت الجرحى والمعتقلين والمخفيين بأن جميع الشعب اليمني معهم. إن هذه الذكرى العطرة أثبتت أن الشعب زلزلة عاتية ولا يمكن تناسيه فإذا هب فإن هبته كالأسود في براثينها، وإذا زمجر وقف الطاغي والظالم والفاسد أمامه خائفاً، لأنه لا قوة لأحد أن يقف أمام الشعب ومطالبه إلا خالقه تعالى فقط، فإذا ما قُتل أحد أفراد الشعب في سبيل وطنه وكرامة أبنائه فإن الشعب لا يترك دمه يذهب هدراً بل سيطالب بالقصاص عاجلاً أو آجلاً. وإن أحرق أو جرح أو اعتقل أو أخفي أحد أفراد الشعب وهو في موطن تغيير فإن الشعب يوثق ذلك بحبر من ذهب وسيخرجه إلى النور وقت العدالة وأخذ الحقوق.. إن ذكرى “11” فبراير الثانية تقول: لقد انتهى عهد الفرد الواحد والأسرة الواحدة المتشبثة بالسلطة، وانتهى عهد القبيلة الواحدة، وانتهت الشللية، وانتهت العصابة وعهدها النتن، ولم يبق إلا عهد الشعب، ولا يبقى في الوجود إلا الله الواحد الأحد، وسيكون الشعب هو الحكم والفيصل والباقي “فهل من مدكر”. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك