يساورنا الشعور الدائم بالخجل كلما تحدثنا عن النشاط الإعلامي في المحافظات، والذي يبعث على الخجل فعلاً، ونأسف له جميعاً أن الكثير من المكاتب العامة للإعلام في المحافظات تكاد تكون مبنى بلا معنى إلا ما رحم ربي، ومن هذه المكاتب مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة الذي لا ندري بأي من أنشطته أو فعالياته أو لسان حاله المقروء أو المرئي... إلخ. ماعدا «إذاعة الحديدة» التي وللأمانة أقولها: هي الصوت الإعلامي الوحيد الذي ظل مسموعاً برغم كل معاناة إداراتها وتواضع إمكاناتها والمعوقات التي لا تحصى ولا تعد التي تقف في طريق تطورها الفني وتمنعها من مواكبة العصر التكنولوجي المتقدم خاصة في الجانب الإعلامي الإذاعي.. لكنها برغم كل شيء تظل بارقة الأمل إعلامياً في المحافظة؛ إذ لا يوجد على الساحة الإعلامية بهذه المحافظة أي منبر إعلامي سواها. على الأقل هذا ما نعرفه نحن البسطاء إلا إذا كانت هناك أنشطة وإنجازات إعلامية لا نعلم بها يحققها مكتب الإعلام بالمحافظة، فياليتنا نقف عليه ونتلمسه ونفخر به.. والحقيقة الأكثر مرارة التي تؤلمنا جميعاً هي هذا الركود الإعلامي الذي تشهده محافظة الحديدة في ظل وجود الاعتمادات المالية اللابأس بها المتوافرة كمكتب الإعلام.. ولكن!! لا ندري بالأسباب التي تقف حائلة أمام بث الحياة لهذا القطاع الخدمي التنموي الهام في حياة المحافظة المعاصرة، فالذي لا ينكره أحد أن محافظة الحديدة «تهامة» تزخر بكل غال ونفيس من المواد الإعلامية التي تفتقر إليها الكثير من محافظات الجمهورية، ناهيك عن مجتمعنا الزاخر بالإمكانات البشرية المبدعة التي تنتظر فقط من يحرك مواهبها الراكدة.. لهذا فإن ما نأسف له حقاً هو إعلامنا الغائب في محافظة الحديدة «فلا مطبوعات صحفية صادرة، ولا قناة فضائية تلفزيونية ولا أنشطة نراها هنا أو هناك ولا.. ولا.. ماعدا كما قلنا إذاعة الحديدة، وحتى إذاعة الحديدة فإن افتقارها إلى الدعم السخي الذي يجب جعلها محدودة الأفق.. والأدهى والأمر في كل ما سبق لو نكتشف بعد نشر هذه المادة أنه لا يوجد مكتب إعلام بمحافظة الحديدة، وبالمقارنة بين ما يُصرف على المكتب ككيان إعلامي عام وبين الحضور الإعلامي خارج نطاق أمانة العاصمة «الإعلام الرسمي» فإننا وبلا أدنى شك نصبح أكثر قدرة وشجاعة على رفع أصواتنا عالياً حتى تبلغ الجهات المختصة العليا ونقول لها: «ليس كطالبي صدقة أو حسنة» وإنما كطالبي حق: ادعموا على الأقل إذاعة الحديدة قولاً وعملاً مادياً ومعنوياً؛ حتى لا يصاب هذا المرفق الإعلامي الوحيد بالشلل، وأنتم يا إذاعة تهامة كونوا على قدر المسؤولية وأخرجوا من غرق استديوهات الإذاعة إلى الشارع العام من أجل أداء رسالتكم الفاضلة.. ونداؤنا إلى وزارة الإعلام وقيادة المحافظة: «أيقظوا مكتب الإعلام من سباته؛ فالواقع يتطلب صحّ النوم». رابط المقال على الفيس بوك