شكل ال21 من فبراير عام 2012م نقطة تحول كبرة في حياة الأمة اليمنية ومنعرجاً تاريخياً في مسيرة الوطن الثورية والسياسية ويعد ال21من فبراير يوم أن قال شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه نعم لعبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية عبر صناديق الاقتراع التي فتحت أبوابها من ذلك اليوم الخالد لتستقبل ملايين الناخبين الذين تدافعوا إلى مراكز الاقتراع بعيون متفائلة بغد مشرق آثروا إلا أن يرسموا ملامحه الجميلة عبر مشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم السياسي والديمقراطي الذي كفله لهم دستور الجمهورية اليمنية وعبر أصواتهم التواقة ليمن جديد جددت ملامحه الثورة الشبابية الشعبية السلمية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وليعلم الجميع هنا بأن ذلك اليوم الخالد في حياة أمتنا اليمنية كان بمثابة الثمرة اليانعة لتلك الثورة المباركة التي أعادة لثورة ال26من سبتمبر الخالد وال14من أكتوبر المجيد كل الوهج والألق، ولأن أمتنا اليمنية كانت تدرك الأخطاء المحدقة بها قبل وأثناء ذلك التاريخ وذلك اليوم الخالد فإنها قد أثرت وحرصت كل الحرص على أن تمارس حقها الديمقراطي في ذلك اليوم غير المسبوق في حياتها حيث تجلت الرغبة الجامحة في التغيير من خلال تلك المشاركة الفاعلة وغير المسبوقة في الاقتراع الذي لم تشهد له البلاد مثيلاً من قبل فنسبة المشاركة في ذلك اليوم الخالد من قبل الناخبين والناخبات فاقت بكثير ما سبقها من انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، وقد عكس ذلك بجلاء الرغبة الشديدة لدى الناخبين والناخبات في تجاوز كل أشكال المعوقات والمنغصات التي خلقها النظام السابق والذي جبر لصالحه كل المحطات الانتخابية السابقة ليأتي ال21من فبراير الخالد في ظل الثورة الشبابية الشعبية السلمية ويعيد الأمور إلى نصابها، واليوم وبعد أن اختلفت ملامح المشهد الوطني والسياسي ينبغي على كل الشرفاء وأنصار الثورة المباركة وكل من شارك في الاقتراع في ذلك اليوم العظيم أن يظل سنداً للتغيير المنشود وأن يجابه بكل قوة كل صنوف التحديات والمعوقات التي تعترض مسيرة التغيير وهي كثيرة ومتعددة، ولعل أشدها إيلاماً ما تبثه الوسائل الإعلامية المعادية للثورة وللتغيير المنشود فيه تفوق في خطورتها ومخاطرها طلقات الرصاص وقذائف المدافع والدبابات، إلا أن ما يثلج الصدر في هذا الاتجاه العودة المحمودة لوسائلنا الإعلامية الرسمية إلى جادة الصواب وإلى أحضان الوطن الذي قامت الثورة من أجل ترد له ولمواطنيه الاعتبار والكرامة المسلوبة، وأياً كانت التحديات التي تعترض مسيرة التغيير فإننا جميعاً ينبغي أن لا نستسلم لليأس والقنوط وأن نلتف حول الثورة المباركة حتى تتحقق كافة الأهداف، وليعلم الجميع وخصوصاً أولئك الذين يتعجلون جني الثمار بأن ما تحقق منذ ال21 من فبراير وبفضل ال11من فبراير عام 2011م ليس بالهين واليسير، وليثق الجميع بأن القادم سيكون أفضل إن شاء الله على أن تتظافر الجهود لمواجهة كل التحديات الآتية من الداخل والخارج في آن واحد وكل عام والوطن ينعم بالأمن والأمان والديمقراطية الحقة. رابط المقال على الفيس بوك