أحدهم يصرخ فيشعر بالنشوة وانزياح الهموم المتراكمة.. والآخر يصرخ فيشعر بالإجهاد والإعياء بحجم أوجاعه المكدّسة. وهكذا يتخّذ الصراخ انطلاقته حسب معطياته أو حيثيات الفرد أو الجمع ووفق ما يعتمل بداخل التكوّم البشريّ من صراخ صامت ينبعث فجأة.. أو ردّ فعل عكسيّ يدمر الفرد أو الجمع حين لا يُجدي الصراخ زماناً ومكاناً. الصراخ بحدّ ذاته فنّ.. ولأنّ الفن له قوانينه أو بالأصح معاييره رغم جنونه الشارد كان لا بدّ من اجتياز مرحلة العاطفة.. وتحديد نسبة الصراخ وفق ما تقتضيه المرحلة وما هو متاح من مسافة يصل بها الصراخ إلى مبتغاه. أقول هذا وأنا أرقب عن كثب مخرجات الصراخ وما تؤول إليه نتائجه الإيجابية والكارثية على سواء.. ويدي على قلبي مما سينتج عن فحوى الصراخ ونداءاته العميقة والسخيفة بذات الوقت. إذن الصراخ حكاية حقيقية يجب أن تنتهي بخلاصة مثمرة.. مالم فإنها لا تعدو عن هرطقات مؤجلة وفق حساباتها الصدئة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك