وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمة الإسلام بأنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لكننا اليوم نتساءل أين نحن من هذه الصفة التي وصفنا بها رسولنا الكريم أين نحن منها، مما يدور اليوم من صراعات واقتتال وخراب ودمار ومكايدات، لقد جانبنا هذه الصفة، وبدلاً من أن نتجه صوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين والتوجه إلى البناء والتنمية في بناء الأرض والإنسان روحياً وجسمانياً والاكتفاء بما تحتاج الأمة من مأكل ومشرب وملبس والعمل على تحصينها بكل ما يجعلها أمة قوية ومهابة كما أرادها لها الله أن تكون، اتجهت الأمة الإسلامية إلى كل عمل من شأنه العمل على إضعافها وإذلالها حتى أصبحت أمة مهانة لا تقوى على فعل شيء، فما من خلاف أو مشكلة تنشأ فيما بينها حتى تتسارع بالركض إلى أعدائها إلى الغرب وبالذات إلى أمريكا للتدخل للمساعدة لحل مشاكلها والسبب في ذلك أن الثقة قد انتزعت منا وأصبح كل منا يرى في نفسه أنه أكبر من الآخر، وهذا الغرور الممقوت قد جعلنا تابعين لغيرنا مسُودين لا سيدين، الأمة الإسلامية أذلت نفسها بأفعالها التي لا تتفق وروح الإسلام الحنيف من هذه الأفعال المنبوذة والتي تتعارض مع قيم وتعاليم الدين الحنيف هي الحروب الأهلية التي تدور في أكثر من بلد عربي وإسلامي والتي تذهب من خلالها الآلاف من الأرواح البريئة بالإضافة إلى الدمار الذي يحل بالبنية التحتية للبلد حيث تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها فالمدارس والمؤسسات الخدمية والانتاجية وما هو واقع اليوم في الكثير من بلدان العالم العربي والإسلامي من حروب ومن خراب ودمار وقتل وتشريد ما يؤكد هذه الحقيقة المرة، فما يدور في سوريا اليوم لأمر يشيب له الولدان، لقد أصبحت سوريا شبه مُدمرة لا لشيء إلا حباً في السلطة وبهارجها التي أعمت الكثير والذين رفعوا شعار أنا وبعدي الطوفان ومشاهد الجنون التي نراها كل مساء على شاشة التلفزة لا يمكن أن يصدقها عقل، فشهوة السلطة أصبحت أقوى من العقل وإذا عدنا للماضي القريب نجد أن العراق وليبيا ثم تأتي تونس ومصر سنجد أنها قد أصيبت بهذا الجنون بالإضافة لبعض الدول الإسلامية الأخرى، كما أن أفعال التطرف والقتل التي تقوم بعض الجماعات باسم الإسلام قد أساءت أكثر إلى الإسلام وساعدت على تجميع العالم الآخر ضدنا فمثل هذه الجماعات لا تعمل إلا لزيادة الكراهية للإسلام بينما المطلوب أن نحبب الإسلام للآخرين من خلال أفضل الأعمال وأجلها وهو ما يعكس روح الإسلام الصحيح. ما يؤلمنا كثيراً هو أن نرى الأمم الأخرى تبني نفسها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بالرغم أنها مختلفة الأديان والأعراق والمذاهب، لكنها تجتمع في خدمة أوطانها والخلاف في ذلك هو الخط الأحمر بكل مكوناتها، وبهذا استطاعت تلك الأمم وكلنا يعلمها الوصول إلى مستوى متقدم من الرقي والحضارة وأصبحت تنعم بالأمن والأمان والاستقرار حتى انعكس ذلك على أدائها الاقتصادي والتنموي فوصلت إلى ما وصلت إليه اليوم فتسيدت العالم بإمكاناتها الاقتصادية والعسكرية، بينما العرب والمسلمون مشغولون بالحروب الأهلية والإقليمية وهذا ما جعلها تتخلف عشرات السنين للوراء عن باقي أمم الأرض التي تحترم نفسها، واستطيع القول هنا بأنه لا يمكن أن تقوم القائمة لهذه الأمة ما لم تعود إلى رشدها وتلتزم بالروح السمحة للإسلام الذي فيه لا ظالم ولا مظلوم تظلله العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات أما أن يظل البعض يتسيد البعض الآخر إما بقوة السلاح أو النفوذ الاجتماعي أو غيره فإن المستقبل سيكون قاتماً. رابط المقال على الفيس بوك