لقد كان هوجو تشافيز زعيماً كبيراً، مناضلاً صادقاً محباً إنسانياً.. كان نزيها بكل مواقفه الداعمة للمظلومين والمحرومين في العالم عامة وبلده خاصة، لذلك كانت القوى الغربية تناصبه عداء واضحاً لوقوفه بصلابة أمام مشاريعها الإمبريالية التي تتسم بالاحتكار والاستغلال والاضطهاد والتمييز .. لم تعرف فنزويلا زعيماً احتل مساحة واسعة من الحب الأنقى بين شعب فقير وزعيمه المناضل في سبيل قضاياه الوطنية والإنسانية ولم تشهد فنزويلا ازدهاراً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وتطوراً نوعياً في الفهم السياسي كما شهدته في عهد تشافيز، لقد مثل حضوره الحميمي في النفوس والضمائر شعاعاً من الأمل بالمستقبل في ظل زعامة تشافيز، لم يضارعه مثيل.. فهو الزعيم الوحيد الذي رفض إقامة علاقات مع إسرائيل والولاياتالمتحدة بسبب مواقفهما الداعمة للظلم والاستغلال والاستبداد والتخلف، فهو الذي قال في الأممالمتحدة في خطابه بعد بوش :«لقد وقف الشيطان هنا لقد خطب الشيطان هنا» قاصداً رئيس الولاياتالمتحدة الذي فرق المواثيق الدولية وغزا العراق رغم معارضة جزء كبير من شعب أميركا لحربه ضد العراق متحالفاً مع الصهيونية والرجعية المحلية والعالمية وبدعم من القوى الإمبريالية المستغلة والمنتهكة حقوق الشعوب المقهورة. إن الحزن الذي يعم كراكاس وأمريكا اللاتينية لرحيل تشافيز سيكون ذا أثر عظيم، لكنه سيخلد المبادئ التي نشأ عليها تشافيز، وتمسك بها غير آبه بعداء خصومه، لقد كان مناهضاً للسياسات المنحرفة المبنية على المطامع والصفقات المريبة، التي كان دأبها التآمر على الشعوب واستلاب حقها في العيش بحرية حقيقية وكرامة وعدالة اجتماعية وديمقراطية صحيحة غير مغشاة بالتزييف والأضاليل فلمبادئه ومواقفه المشرفة أحبه شعبه بقدر حبه له وحبه للقيم الإنسانية المثلى، وكما عهدنا شعب فنزويلا المكافح دائماً في سبيل الحق، سيظل مناضلاً في الطريق الذي اختطه تشافيز، وسيظل منافحاً عن الشعوب المظلومة، داعماً لها في سبيل تحررها وانعتاقها الناجز المشرف من كل ظلم واستبداد وانتهاك للحقوق الإنسانية المشروعة، لقد كان تشافيز يحمل وعياً مستقبلياً حتى في ظل تكالب قوى التيئيس، فرسم أملاً معززاً بالإنجازات الكثيرة التي شهدتها فنزويلا مخلدة ذكرى زعيم آمن بالحق وتمسك به وناضل من أجله، فكان كبيراً ستتذكره الإنسانية بمواقفه أكثر من تذكرها لزعماء عديدين في العالم سطروا تاريخاً محفوفاً بالظلم والإفساد.. لقد فقدت الإنسانية كلها زعيماً فريداً لا يتكرر، يقول أبو الطيب المتنبي: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ رابط المقال على الفيس بوك