يحتفلُ العالم بمناسباتٍ عديدة....بل إن بعض أيام السنة أصبحت لصيقة بتلك المناسبات العالمية...وأصبحت كالماركات المسجلة باسم أيام العام....من تلك الأيام على سبيل ذكر بعضها لا حصرها.... اليوم العالمي للبيئة بينما العفن والقاذورات يغطيان شوارعنا بالأكياس البلاستيكية المتنوعة ولم تتكرر حملة 12/12/ 2012م النادرة لأنها (بيضة الديك)!! ويوم عالمي للحب بينما الحب الصادق والحقيقي لا يعترفُ بأيام السنة أو فصولها....وإنما هو الزيف الطاغي على كل شيء في حياتنا....فاخترعوا يوماً للحبِ ليعبروا عن إفلاس قلوبهم منه طوال أيام العام.....!! ويوماً عالمياً لمحو الأمية في حين المدارس والجامعات تضيف الآلاف من الأميين الخريجين بشهاداتٍ جوفاء وعقولٍ خاوية.....!! ويوماً عربياً للأم وإن كانت الأم تستحق كل أيام العام عيداً لها... ربما يوماً ما ستصبحُ كل أيامنا عالمية بامتياز...وشعارات ليس لنا منها سوى المانشتات الفضفاضة على صدر الصفحات الخارجية للصحف ...! وتظلُ (الجدة) مخزن الحكايا الذي لا ينضب...ونبع الدفء والأمان وهنا أضعُ تحت كلمة أمان أكثر من خط.... فلماذا الأمان نجده عند (الجدة) بالضبط.....؟؟ الأننا نحتمي بها ساعات الشدة ...خاصة حين كانت أمهاتنا تأخذ (صميل التأديب) فنلجأ إلى غرفتها الصغيرة وهي متكورة على سريرها الصغير لتوقف (لسعات السوط)...الذي كان يلهب ظهورنا حينها ونحن نفر إليها هاربين من جحيمه الذي لا يرحم...! أم إننا نجدُ حلواها اللذيذة التي كانت تغرقُ لحظاتنا ببقاياها..فتسكتنا بها حين كانت أمهاتنا تقذف بنا إليها ساعات الغضب الطفولي....؟! وقد تكون مفردة الأمان هي كل ما ذُكر أعلاه....أضف إلى ذلك أن الجدة تصبحُ الأم البديلة فمعظم الأمهات للأسف يتخلّين عن مسئوليتهن العظيمة إما لظروفٍ ما..أو لعنادٍ لا مسئول والضحية الأطفال ...أو لتفريطها في تربية أبنائها وتتركهم (للجدة) ...خاصة إذا كانت الجدة تسكن مع الأسرة في نفس البيت وكل تلك الأسباب تدفع ثمنها الجدة التي لا حول لها ولا قوة فتقوم بدور الأم والمربية لأحفادها.. رغم أن البعض أصبح يقلد الغرب ليزج بكبار السن في(دار المسنين) أو مايسمى(بدار العجزة) ...! فهل من الإنصاف التخلي عنهم بهذه السهولة بعد كل تلك التضحيات وخاصة (الجدة)...التي قامت بدورين : دور لتربية أبنائها ،،والآخر بتربية أحفادها...؟! من هنا ،،،،ومن هذه النافذة أدعو بتخصيصِ يومٍ عالميٍ للجدة خاصة وأننا سنصلُ إلى اللحظةِ التي وصلت إليها وسيكون الجزاء من جنس العمل. رابط المقال على الفيس بوك