فجأة أخذت الطفلة ذات الأربع سنوات تشد على شعر رأسها وتصرخ بطريقة جنونية معلنة رفضها التام والغاضب من والدتها التي أرادت أن تعاقب طفلتها تهدد بأخذها إلى جدتها التي تعيش في محافظة ثانية.. وهذا فعلاً ما يحدث مع هذه الطفلة التي أصبحت مرتبطة ومشدودة كثيراً لوالدها الذي يدللها ويفرق عليها حبه وحنانه. الأم مازالت شابة وهذه الصغيرة ابنتها البكر حيث لديها طفلين آخران ذكور أما أبنتها فتتركها لجدتها والدة الأم لتهتم هي بتربيتها بحجة أن الطفلة مزعجة وكثيرة الحركة وعنيفة مع إخوانها الصغار. المشكلة أن هذه الأم الشابة التي تريد التمتع بشبابها وتحب كثيراً الخروج والزيارات والتسوق ترتكب حماقة كبيرة في تعاملها مع طفلتها بطريقة فيها قسوة وأبعاد قسري لطفلة من حنان وحب والدتها ولذلك عندما تعود الطفلة لتقضي بضعة أيام مع أبيها وأمها تزداد لديها العدوانية والحركة وهذا يزيد من عصبية الأم التي تستخدم معها أسلوب التهديد بإرجاعها لجدتها ويمكن هذه الأم حالياً لاتدرك خطورة هذا الأسلوب في تنشئة صغيرتها التي سيزداد نفورها من أمها وستحب جدتها وأبيها وستفصل كلية عن أمها ولو بمشاعرها وعندما تكبر ستفضل العيش بعيداً عن والدتها وعن أخويها اللذين سيشعران بغربة وبعد المشاعر عن الصغيرة وبالتالي سيعيشون بغربة مشاعر قد تجعلهم في المستقبل أعداء تسود علاقتهم الحقد والسبب الأم التي وبدون قصد منها عملت على التفريق بين أولادها. أكتب عن حكاية هذه الطفلة لأنها جعلتني أشعر بالحزن عليها وهي تتصرف بتلك الطريقة بدون أرادتها. وأقدم نصيحة للآباء والأمهات أولادكم فلذات الأكباد هم أمانة لديكم فراعوا الله في أمانته، ولكل أم أن تربي أولادها تربية جيدة مليئة بالحب والحنان والتخفيف من الزيارات للصديقات والأسواق فالأطفال خاصة في السنوات الأولى من عمرهم بحاجة لوجود أحد والديه خاصة الأم إلى جانبه في الوقت الذي يكون الوالد منشغلاً بأعماله.