مع إطلالة فجر اليوم الاثنين 18 مارس 2013م تتجه أنظار العالم نحو العاصمة صنعاء لمتابعة فعاليات انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعد المحطة الأبرز بعد عملية انتقال السلطة سلمياً في العملية السياسية والتوافق الوطني لإخراج اليمن واليمنيين من الأزمة السياسية التي اندلعت مطلع العام 2011م ومن دوامة الأزمات والصراعات إلى بر الأمان. اليوم تتجسد الحكمة اليمانية التي شهد لنا بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أبهى صورها وأجمل معانيها باجتماع كافة الأطراف والقوى السياسية والاجتماعية المتصارعة على طاولة واحدة وتحت سقف واحد ليناقشوا كل القضايا الخلافية بشفافية مطلقة دون خطوط حمراء أو بيضاء أو سوداء، فلا احتكار لرأي أو مصادرة لوجهة نظر أو فرض وصاية على مجريات الحوار ،فالجميع متساوون في حق طرح آرائهم وملاحظاتهم ومطالبهم بكل حرية وديمقراطية والمهم هو أن تكون في مصلحة المواطن والوطن أولاً وأخيراً. ليس المهم عقد مؤتمر الحوار الوطني، ولكن المهم والأهم فيه هو أن يكون مؤتمراً للتسامح والتصالح وتجاوز ماحدث من نتوءات وتشوهات في مسيرة بناء اليمن منذ انطلاق ثورة ال26 من سبتمبر 62م وثورة 14 أكتوبر 1963م وتحقيق الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر 1967م .. المهم أن يكون مؤتمر الحوار الوطني محطة تاريخية فاصلة بين حقبة تاريخية مضت وحقبة تاريخية جديدة يجب أن يتم وضع أسسها وقواعدها وفق رؤى وطنية خالصة بعيداً عن المصالح الحزبية أو الشخصية الضيقة.. يجب طي صفحة الماضي بايجابياته وسلبياته وفتح صفحة جديدة عنوانها «يمن جديد».. يمن يتسع لكل أبنائه. بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية وآرائهم وأفكارهم ومشاربهم الاجتماعية .. يمن تتحقق فيه العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية. انطلاق فعالية مؤتمر الحوار الوطني اليوم بالعاصمة صنعاء سيمثل محطة انطلاق اليمنيين نحو التسامح والتصالح والسمو فوق الجراحات ونبذ ثقافة الأحقاد والكراهية ،ولذلك فلابد أن يعمل الجميع على تهيئة الظروف والأجواء الملائمة لإنجاح الحوار وفي المقدمة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي يتوجب عليها إعادة النظر في خطابها السياسي والإعلامي الحالي الذي لايخدم الحوار ولا التوافق السياسي والوفاق الوطني ،وكذلك على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والصحافة الالكترونية ترشيد خطابها الإعلامي بحيث يكون خطاباً يوفق ولايفرق، ويكرس ثقافة المحبة والإخاء والتسامح والتصالح وليس ثقافة الانتقام والأحقاد والضغائن وإثارة النعرات المناطقية والمذهبية والطائفية المقيتة. يجب أن يعي جميع اليمنيين مدى الأخطار المحدقة بالوطن والمخططات الخارجية التي تتهدد وحدة اليمن وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره.. وهذا يتطلب أن يستشعروا واجباتهم ومسئولياتهم الوطنية والتاريخية والدينية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعد الفرصة التاريخية المتاحة للخروج من دوامة الأزمات والصراعات إلى شاطئ الأمان والانطلاق صوب اليمن الجديد والمستقبل الأفضل. رابط المقال على الفيس بوك