بحلول شهر مارس الجاري بدأ العد التنازلي لموعد عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تقرر انطلاق فعالياته يوم الاثنين من الأسبوع القادم 18 مارس الجاري بالعاصمة صنعاء برعاية إقليمية ودولية من قبل الأممالمتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي «رعاة المبادرة الخليجية والتوافق السياسي» بشأن الأزمة السياسية العصيبة التي اندلعت مطلع العام 2011م. منذ أن أعلن الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عن موعد انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني وعيون اليمنيين داخل الوطن وخارجه مصوبة نحو العاصمة صنعاء.. يعدون الأيام والساعات والدقائق والثواني ينتظرون بفارغ الصبر حلول يوم ال 18من مارس الجاري الذي سيمثل محطة تاريخية هامة في حياة اليمنيين وفي تاريخ اليمن المعاصر، حيث يعد محطة الانطلاق الأولى للحوار الوطني الشامل الجاد والمسؤول والذي سيقرر فيه اليمنيون بإرادتهم الحرة حاضرهم ومستقبل أبنائهم وذلك بتجاوز كل خلافاتهم وصراعاتهم والسمو فوق الجراحات والآلام التي أفرزتها تلك الخلافات والصراعات على مدى الخمسين عاماً الماضية. مؤتمر الحوار الوطني سيكون بمثابة البوابة التي سيعبر من خلالها اليمنيون من واقعهم المؤسف إلى اليمن الجديد والمستقبل الأفضل، كما أنه سيكون بمثابة الجسر الذي سيمرون من خلاله إلى شاطئ الأمن والاستقرار والدولة المدنية الحديثة.. الدولة التي يتطلعون أن يتحقق في ظلها تطبيق الدستور والنظام والقانون وتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص للجميع دون استثناء. مؤتمر الحوار الوطني يعد الفرصة التاريخية لليمنيين للخروج من دوامة الخلافات والصراعات التي ما أن يتم إخمادها حتى تشتعل من جديد وفي كل مرة تتفجر فيها الخلافات والصراعات تكون النتائج كارثية على الوطن والشعب، ولذلك يجب على كل القوى الوطنية عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية ودعم المجتمع الدولي لإخراج اليمن من الأزمة ودعمه لوحدة الوطن وأمنه واستقراره وإقامة الدولة المدنية الحديثة.. يجب على كل الأحزاب والقوى والأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني أن يضعوا المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية.. عليهم أن يناقشوا كل القضايا والمواضيع بعقول نيرة وقلوب صافية خالية من الضغائن والأحقاد.. عليهم أن يتمثلوا قول المولى تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون» صدق الله العظيم. لقد عانى اليمنيون قبل قيام ثورة ال 26من سبتمبر 62 وال 14 من أكتوبر 63 وتحقيق الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر 1967م من الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف في الشمال والسلاطين والاستعمار البريطاني في الجنوب وكانوا يتطلعون إلى أن تنتهي معاناتهم بعد قيام الثورة ونيل الاستقلال إلا أن الصرعات والخلافات على السلطة والحروب سواء في الجزء الشمالي أو الجنوبي من الوطن تسببت في استمرار المعاناة والآلام حيث أدى ذلك إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح والزج بالمئات في السجون وتشريد الآلاف من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب.. وقد عبر عن تلك المآسي الشاعر الكبير المرحوم عبدالله البردوني حينما قال في إحدى قصائده الشهيرة: «من منفى إلى منفى». يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن وكالأعمام والأخوال في الإصرار والوهنِ وقوله: ترقى العار من بيع إلى بيع بلا ثمن ومن منفى إلى منفى ومن مستعمر غازٍ إلى مستعمرٍ وطني فهل آن الأوان لتجاوز سلبيات الماضي وإنهاء الخلافات والصراعات والسمو فوق الآلام والجراحات والتوجه لبناء اليمن الحضاري الجديد..؟ ذلك ما يتمناه كل أبناء الشعب اليمني. رابط المقال على الفيس بوك