البنادق والمبندقون شؤم ....إنهم علامة للتخلف وغياب الدولة والمجتمع وظاهرة للهمجية والتخلف والفوضى مازالت تفرض نفسها كعلامة على عدم خروج اليمنيين إلى دائرة المجتمع الإنساني .. عندما تتجول في أي دولة غربية كانت أو شرقية فإنك لن تجد مشائخ ولامرافقين ولا مسؤولين مبندقين سيصعب عليك أن ترى مظاهر مسلحة وحتى ضباطاً وعسكر، فانتشار المظاهر المسلحة حتى للجيش والأمن علامة على ضعف الدولة واضطراب المجتمع ... مؤتمر الحوار يفترض فيه أن يكون محطة حضارية لإعلان فشل البندقية ونهاية عصر النخيط و الهمجية والفوضى وبداية عصر جديد للعقل والقانون ....هناك معيقون لكل تحول مدني إنساني في اليمن وأولهم هؤلاء المبندقون الذين قواهم النظام السابق من أجل تبرير الحكم العائلي وحتى لا يكون أحد أحسن من أحد ومن أجل أن تحتمي هذه الفوضى المبندقة به ويحتمي هو بها كتبادل للهمجية وتحويلها الى مشروع للدولة المغتصبة على حساب المواطن وحقه الخاص والعام ..تغيب السلاح والمبندقين في مؤتمر الحوار ليس أمراً عابراً , إنه شرط أساسي لترويض السباع وإدخالهم في المجتمع المتمدن ومن يرفض ترك سلاحه في مؤتمر الحوار فعليه ان يمكث في بيته وزريبته أو يلجأ لأقرب مصحة عقلية لا أن يقتحم جلسات الحوار ليفضح نفسه ...من قبل كانت هذه المظاهر علامة استقواء أما اليوم وفي مؤتمر حوار وطني يبحث سبل الخروج من الفوضى ليس اكثر من فضيحة يسجلها هؤلاء على أنفسهم ليثبتوا أنهم غير مؤهلين وغير قادرين على أن يعيشوا كمواطنين وإنما على هيئة سباع ضارية . الشعب سيقاوم ظاهرة السباع هذه وسيدينها ويتجاوزها ، ومن العيب أن يرفض ممثلو حزب يفترض أن يكون مدنياً الدخول الى قاعة المؤتمر تضامناً مع همجية البنادق بدلاً من شجبها؟!! ماذا يحاور الشباب والمرأة والسياسيون بوجود هذه المظاهر الخشنة والمتأبطة الشر وسوء النية .... الحوار حسن نية واثبات مساواة ورضوخ للقانون وعندما يصر هؤلاء على التميز السلبي وعلى كل هذه الهمجية، إنما يعلنون صراحة رفضهم للحوار وأياً كانوا الأصل أن لا يحرص عليهم ولاداعي لإحالتهم للجنة التأديبية لأنهم لا يعترفون بها ولابأي نظام ولا تناسبهم ..والمناسب أن يطرحوا كمعضلة من المعضلات أمام المتحاورين للبحث لها عن حل لا أن يضموا كباحثين عن حلول للمعضلات اليمنية وهم أساس الداء والوباء واعداء القانون والدولة... فقط الأمر يحتاج ان نتعامل معهم كمعضلة وليس كجزء من الحل ،وسنجد أبناء القبائل وكثيراً من زعمائها يتأهلون بسرعة فائقة للمساهمة في بناء اليمن الجديد بدون نخيط ولا مرافقين ولا فوضى كما رأيناهم في ساحة الثورة مضرباً للمثل والمدنية والفخر . [email protected]