«3» انطلقت أمس الثلاثاء أعمال القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين التي تحتضنها العاصمة القطريةالدوحة، في خضم تحديات كبيرة تواجه شعوبنا العربية، وآمال وتطلعات عديدة ترنو إليها بعد انتصار ثوراتها الربيعية التي اندلعت قبل نحو عامين في اكثر من بلد عربي ، بدءاً بتونس ومصر وليبيا واليمن واستمراراً لتشمل سوريا وبلداناً عربية اخرى ..! هذه القمة العربية تتميز عن غيرها من القمم العربية السابقة بحكم نوعية الملفات المطروحة امامها ، ولعل الملف السوري اكثرها أهمية كون القضية السورية اخطر حدث ضاغط على مجمل فعاليات هذه القمة يطرح بقوة ضرورة دعم الشعب السوري في انتصار ثورته ووضع حد للعنف والدم الذي يمزق هذا الشعب الشقيق .. حيث لم يكن القرار الذي اتخذ أمس الاول بمنح مقعد سوريا الى المعارضة إلاّ خطوة في الاتجاه الصحيح تؤسس للتعامل مع الثورة السورية كواجهة سياسية شرعية لسوريا على مستوى الجامعة العربية. امام قمة الدوحة مهام ومتطلبات تفرض على القادة العرب ان تبدأها بالمصالحة التامة مع الإصلاح الكامل للجامعة العربية ، ذلك ان التحولات السياسية التي شهدتها بلدان الثورات العربي تتطلب نظاماً عربياً جديداً ومستوعباً لهذه التحولات ومعبراً عنها وجامعاً لإيقاع التغيير وضمان الحريات والحقوق في مقابل القضاء التام على بقايا الفساد والاستبداد ..! وإذا كانت الاوضاع العربية جراء معطيات الشارع العربي الجديدة ، وأبرز هذه المعطيات ما شهدته بلدان ثورات الربيع العربي، تمثل ابرز ما ستتناوله القمة في فعالياتها، فإن المطلوب حتماً هو دعم هذه البلدان التي انتصرت على انظمة القهر والاستبداد ، والوقوف بجانبها لتشكل تحولاتها نحو التغيير الشامل وإرساء مداميك الحرية وبنيان النظام السياسي الجديد سيراً نحو الاستقرار والتقدم والرقي. دولة قطر هيأت الاجواء والظروف لإنجاح القمة العربية ، والجميع ينتظر ان تخرج قمة الدوحة بنتائج مثمرة ، طالما ومن يرأسها هي قطر المعروفة بمواقفها الداعمة للشعوب العربية في انتصار ثوراتها ولتحقيق اهدافها في الحرية والكرامة وبلوغ كامل تطلعاتها وآمالها ..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك