أبرزت الخطابات التي ألقيت في قاعات مؤتمر الحوار الوطني خلال الايام الماضية العناوين الرئيسية والثانوية للأزمة الوطنية من خلال كلمات الأطراف الفاعلة في صناعة التأزم وتعقيداته ، أو من خلال القوى الحاملة لملفات الأزمة باعتبارها قضايا نضالية وأهدافاً مطلبية مشروعة لفئات معينة وللشعب معها على وجه العموم. وأياً كانت تنوعات المشهد الحواري، فإن الصورة الكلية لما عبر عنه المؤتمرون ، وتناوله المتحاورون ، ترتسم في إطار وطني جامع للاختلاف تحت متاحات الائتلاف الممكن حول دولة منشودة لليمن الجديد، دولة قادرة على تجاوز أزمة الجغرافيا والتاريخ في المجالين السياسي والاجتماعي إلى انفراجات تعيد للوطنية هويتها في الشعب وكيانها في الدولة ، وعدالتها في النظام والحكم الرشيد. القضية الجنوبية ، ظهرت كصورة للقضية الوطنية في خطاب القوى الجديدة ، وفي الصورة ترتسم الوحدة في دولة الحلم اليمني والطموح الوطني ، كما كانت نضالاً، وكما جاءت مشروعاً، وكما هي أزمة وقضية ، وكما ستكون حلاً واستمرارية ، لأن الوحدة هي في المبنى والمعنى ، تآلف المختلف في كيان جامع للحقوق على أساس الشراكة والمشاركة ، وهذا المعنى دمرته الأزمة والحروب، ولا سبيل لإحيائه إلا في إعادة بنائه في إطار اتحادي جديد بين الشمال والجنوب. وفي ملف صعدة، تبرز ذات المعاني في ذات السياق الاتحادي حيث المشاركة لامركزية كاملة وحيث الشراكة هوية واحدة ، للتنوع الاجتماعي، ثقافياً ومذهبياً، ولا سبيل إليه إلا من بوابة دولة اتحادية تجسد قيم التوحد على الأرض وفي الناس، وهذا هو معترك الحوار الذي تدور عليه وفيه ، جهود الحوار الوطني حول المصالحة والعدالة والرشد والتنمية والجيش والأمن والسلام. أتفاءل كثيراً بالمستقبل الذي يتولد الآن في معترك الحوار الوطني وتزداد ثقتي بوعود المستقبل الجديد، حين تتخبط القوى المعادية للحلم والطموح في حيرة مبهمة وعاجزة عن تأجيل الميلاد وتعطيل حركته نحو الوعد والعهد، ومن المؤكد أن المعترك الراهن للحوار سيزداد شدة وقدرة في حركته نحو الخلاص من الأزمة والتأزم والانطلاق إلى الغد المنتظر خروجه بهياً وندياً من معترك الحوار الوطني. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك