الشعور بالعظمة وادعاء المعرفة المطلقة وعدم القبول بسماع الآخر، والاعتقاد أن ما لديك هو الحقيقة بعينها من الأمور الجاهلية، ولا تدل على المعرفة بقدر ما تعطي علامة مباشر بأن من يتصف بتلك الصفات غير الحميدة لا يملك قدراً معيناً من المعرفة، وهذا الصنف من البشر خضع لأسلوب تربوي مغلق عبأت في رأسه بعض المعلومات غير السديدة وغرس في عقله أنها كل شيء في الحياة، وأمثال هؤلاء بحاجة ماسة إلى إعادة تدريبهم على الحياة وتدريبهم بأساليب تربوية تقربهم من القدرة على فهم الحياة والمساهمة في رسم معالم مستقبلهم ولانخراطهم في الحياة الاجتماعية متعددة المشارب الفكرية والسياسية. إن مصادفتنا لمثل هذا النوع من البشر خلال هذه الفترة بات يومياً، وكلما حاورته بالحجة والبرهان أنكر كل شيء ومضى نحو الفوضى والهمجية هائجاً أعمى البصر والبصيرة، بل إنه لم يقبل بالحوار حتى من الذين غرسوا في عقله فكرة الحقيقة المطلقة وانقلب ضد الذين، ربوه على الانغلاق الفكري وحشوا عقله بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان وشرعنوا له الخراب والدمار حتى جعلوا منه وحشاً هائجاً يمضي في الفوضى والغوغائية ولسان حاله يردد ما تلقّاه من الشعارات الشيطانية التي ملأت عقله وقلبه وحولته إلى كارثة على الذين شرعنوا للدمار والخراب. إن مثل هذه النماذج البشرية هم ضحايا تجار الحروب وبائعي الضمير وأصحاب المصالح الخاصة التي لا تؤمن بقيم المجتمع ولا تدرك غير أن الغاية تبرر الوسيلة، وبهذا الفكر العدواني فعلوا ما فعلوه بالمجتمع وألحقوا خللاً في المجتمع وخلفوا سنناً فوضوية لجأ إليها كل من في نفسه مرض أو لاحقه الفشل فجاروا على المجتمع والإنسانية وأساءوا إلى مفهوم الحياة وعكروا صفوها، ولم يدركوا بأن كل ذلك سيكون وبالاً عليهم. إن الذين فعلوا ذلك الفعل المجرم أمام مسئولية كبرى تتطلب منهم العودة السليمة إلى جادة الصواب والكف عن الهذيان والتغرير بالبسطاء من الناس والوقوف أمام مخلفات أفعالهم وأقوالهم التي أخلت بكل القيم الإنسانية والاعتراف بالجرم الذي ارتكبوه في حق المجتمع والدولة في سبيل غايتهم الشيطانية والبدء الفوري في الإيمان المطلق بحق الجميع في الحياة والشراكة الواسعة التي تحتوي الكافة والامتناع الفوري عن سياسة الإقصاء والتهميش وفتح الباب من أجل المساهمة في ترميم الاختلالات والإسهام المباشر في تنمية روح المحبة والتسامح من أجل يمن خالٍ من الفوضى بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك