المهاجرون الأول إلى القارة الأمريكية من الأوروبيين كانوا يتدثَّرون بثقافة دينية تَطهرية (بوريتانيين)، وبهذا كانوا يبررون ما يفعلون بالهنود الحمر. لقد هربوا من ظلم مُجايليهم الدينيين المسيحيين ليباشروا ظلماً أشد وأنكى، تماماً كما فعل الصهاينة لاحقاً في فلسطين، فقد جاء هروبهم من النازية والمذابح الأوروبية التاريخية بمثابة المقدمة لما فعلوه لاحقاً بالفلسطينيين العرب. وهكذا تم التطابق بين بوريتانيي الأمس في القارة الأمريكية، وصهاينة اليوم في فلسطين العربية. يقول مؤرخو ذلك العهد إن القادمين البيض من أعالي البحار أبادوا ما لا يقل عن 40 مليون هندي أحمر!!, وقد برر البعض تلك الإبادة باعتبارها صراعاً منطقياً بين الحضارة الغربية والهمجية الهندية! ثم توالت تلك الإبادة بموت نصف المُهجَّرين العبيد من إفريقيا، ممن كانوا يوضعون في سفن خشبية متهالكة، فيموت نصفهم قبل أن يصلوا إلى سجون عذاباتهم في ولايات الجنوب الزراعية، حيث كانوا يعملون في الأرض بالسخرة، ويعيشون في زرائب لا تختلف عن حظائر الأبقار، وكان ذات التبرير قائماً .. العبد القوي يستحق البقاء لأنه سيخدم سيده بكفاءة الثور، والعبد الضعيف يستحق الموت في البحر جوعاً وعطشاً. وهذا ما حدث بالضبط لنصف المُهجَّرين الأفارقة السود بحسب مُدوني تلك المرحلة القاتمة من تاريخ الاستباحات والعنف (الحضاريين). ومن أعاجيب البرلمانات (الليبرالية) الأوروبية أنها كانت منصة الإجازة للاستعمارات والغزوات، فأين هي هذه الليبرالية المزعومة؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك