قد يعتقد البعض منا انه قادر على ضبط إيقاع ما سوف يتعرض له في حياته, وانه عصي على الانكسار, فيهرب إلى عالم الخيال ويبتعد عن الواقع الحقيقي الذي يبتعد عن الأحاسيس التي لم يشعر بها... فجأة وبدون سابق إنذار يتغير كل شيء... الكثير من الملامح... تغيب أغلب الصور... وتتبدل سائر مفردات القاموس التي اعتاد عليها... تتهدم جسور، ويبدو المستقبل مغلقاً وكأن نهايته الآن. تولد الأشياء أحياناً من الفراغ، وعندما تطفو على السطح تشل كل ما له علاقة بحركتك، يتغير مسار تاريخ كامل من حدث واحد, يهدم كل البيوت الساكنة، تفتت كل الأحلام التي بدت لك وكأنها مغلّفة وسابحة داخل علبة ورود لا يمكن أن تذبل,وستكتشف غير ما كنت تعتقد بأنك غير قابل للكسر , وبأنك كغيرك تنكسر وتصطدم وتتعذب وستتبدل صور وستشعر بأن كل ما بنيته في حياتك انهار على رأسك ويزداد الجدل داخلك وأنت لا تستطيع إيقاف ما حصل, أو تغير صورته, أو اللجوء إلى لحظة هروب منه... لم تعد في عالم الخيال , هو الواقع والطبيعي , فأنت كغيرك من عباد الله ولست عصيا على أن تتهدم, وتجرح, وتتفتت أحيانا... وصلت ودون أن تستعد منذ زمن على أرض الواقع , وهذا الوصول يكلفك كل شيء، يكلفك هزيمة مضاعفة، أحاسيس سلبية متعددة، لا تذهب إلى الإيجابية إطلاقاً، تنزلق بك إلى فيضان من الرغبة الجارفة في الاختفاء، والهروب إلى عالم ليس فيه ما تشعر به الآن، عالم تحلم أن يكون نظيفاً، وسابقاً لكارثتك. تتلمس داخلك فتجده رافضاً لاستقبال أي شيء سوى أحداث مستجدة وقاسية ومرتبطة بما أنت فيه, وتكتشف أنك عشت ملياً في عالم من الخيال، وأن الحياة ظلت صفحاتها بالنسبة لك لا تصافح لحظات القسوة، ولا تتوقف عند ما هو بعيد عنك. هل عليك أن تضمّد الجرح الذي يبدو أن داخلك يرفض الآن حتى ضماداته؟ أم عليك الاستغراق في تاريخ هذه اللحظة التي تضبط إيقاعها على البقاء الطويل؟ ستفقد دون شك أي طاقة للبقاء الآمن، أو تخيل أن هناك أحلاماً مستقبلية ولكن لن تنتهي الحياة عند صدقك، أو انكسار تخيلك المتصل بأن لا مشاهد مستمرة أو أفلاماً للخيبة والألم. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك