المعلوم أن الله سبحانه وتعالى وصف رسول الله «صلى الله عليه وسلم» في الآية الكريمة بأنه على خلق عظيم «وإنك لعلى خلق عظيم» وقد كان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يوصف قبل البعثة النبوية ب «الصادق الأمين».. فقريش عرفت محمد بن عبدالله في قوله وعمله، في ممارسته، وسلوكه، في تعامله، ومعاملاته، في علاقاته بالصدق والأمانة.. والصدق والأمانة صفتان متلازمتان، فالصادق لابد وأن يكون أمنياً، والأمين لابد وأن يكون صادقاً, ومن توافر فيه الصدق، والأمانة، توافرت فيه الخصال الحميدة والأخلاق النبيلة.. ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه هو قدوة لكل مسلم «ولكم في رسول الله أسوة حسنة» أي أن كل مسلم يجب أن يتأسى برسول الله ..وفي طليعتهم الأئمة في الدين، الفقهاء، العلماء في الدين ..وأول ما يجب أن يقتدوا به هو «الصدق والأمانة».. فتكون حياتهم متسمة بالصدق والأمانة.. فإذا قالوا كانوا صادقين، وإذا أفتوا يجب أن يصدقوا في فتاويهم، وإذا خطبوا فوق المنابر توخوا الصدق والأمانة.. فإذا ما انصرفوا إلى الحياة صدقوا في سلوكهم، ومعاملاتهم وعلاقاتهم، وأعمالهم...فهم القدوة التي يتأسى بها المسلمون اليوم.. حسب القول «إن العلماء ورثة الأنبياء» والوراثة هنا لا تكون إلا إن صدقوا مالم وإن انتهجوا الكذب فإنهم بذلك علماء ضلال، وفساد وعلماء سوء. الأنبياء، والرسل من آدم عليهم السلام، حتى محمد صلوات الله عليه وسلم هم ممن اتصفوا بالصدق، والأمانة، وهكذا فأتباع الديانات السماوية يجب أن يتحلوا بالصدق، والأمانة، وبالذات اتباع الإسلام، لأنه خلاصة كل الديانات السماوية، وأكملها و ورسولها هو «الصادق الأمين» والصدق مع الله هو البداية.. كالصدق، والأمانة في العبادات، وفي اجتناب ما نهى عنه، واتيان ما أحل.. والصدق في العبادة أي الأمانة في أدائها خالصة لله.. وإذا صدقت في العبادة فسوف تصدق في كل شيء في حياتك، وستكون أميناً في حياتك مع أسرتك، وجيرانك، وفي عملك، وفي تجارتك، وفي صناعتك، وفي حكمك، وفي فتواك، وفي دعوتك، وفي معاملاتك، وعلاقاتك، تصون، ولا تبدد، تتقن ولا تغش، تجد ولا تهمل، تعدل ولا تظلم، تحب ولا تكره ترحم ولا تقسو، تصلح ولا تفتن، تجمع ولا تبدد، توحد ولا تمزق، تبني ولا تخرب، تشيد ولا تدمر، تصون الدماء، والأعراض والأموال ولا تبيحها، تحسن ولا تسيء، تهدئ ولا تحرض.. أما عكس ذلك فإنك تصبح شراً مستطيراً على الإسلام والمسلمين. أما ما يحدث في زماننا في بلاد المسلمين وما بين المسلمين وبعضهم فإنه ليس من الإسلام والإسلام منه براء.. لكنه من فعل أئمة، وعلماء وفقهاء أشرار وبفعل أئمة وعلماء الضلال والتضليل، إنما هو بفعل علماء السوء، أئمة وعلماء التكفير والفتن الذين استهوتهم الدنيا، ونسوا أنهم ميتون، وإلى الله عائدون وكل سيحاسب على عمله ويتحمل وزر من عمل بفتواه الضلالية.. والله المستعان. رابط المقال على الفيس بوك