طريقتان لنهب الأسلحة من المخازن والمعسكرات استخدمهما قادة الطغمة العسقبلية وضمها إلى ممتلكاتهم الخاصة دون خوف من عقاب معتمدين على قانون فصلوه على مقاسهم ومستغلين للفوضى التي تعم وحدات القوات المسلحة منذ نهاية 2011م، وهاتان الطريقتان، أعتقد لم يهتدي إليهما أي من قادة التمردات والانقلابات العسكرية التي اشتهرت بها الدول الإفريقية المستعمرة والبازغة منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي: الطريقة الأولى : قيام من يفترض فيهم الحفاظ على الأمانة . وهم القادة العسقبليون الذين وجدوا أنفسهم على رأس السلطة التنفيذية، سنة 1978م واستحوذوا على ثروة المجتمع المحلي وهي العتاد العسكري الذي وضع تحت أيديهم بحكم انتقال المسئولية إليهم قانوناً والذي تضاعف في المخازن بعد شراء المزيد منه سواء كان لحاجة الوحدات العسكرية أم كان لغرض التصرف به خارج الأنظمة والقوانين والدستور. وقام العسقبليون عقب 1994م باستكمال نهب أسلحة معسكرات الجنوب والتي لم تصل إليها أيادي النهابة والمحرزة جيداً في مخازن جبل حديد في عدن وفي الليالي المظلمة نهبت القوات الخاصة “بما فيها من معدات حديثة وجديدة وبعدئذ أتوا بمتفجرات واشعلوا النيران فيها، وسمع كل من في الجوار أصوات التفجيرات ولكن لم يجرؤ أحد علىالاقتراب من المكان. ولم يكتفوا بتفجير المخازن الخاوية بل ألغوا الميناء العسكري في الجهة المقابلة لأنه لا يقدم لهم الخدمات التي يريدون، واعلنوا بأن ميناء المخا سيكون هو الميناء العسكري الذي سوف يستقبل العتاد الجديد والذي سيعمل بجدية كميناء للتهريب متعدد الأغراض. وفي مديرية الحصن محافظة أبين شيد وحدّث مصنع “7 أكتوبر” العسكري لإنتاج الذخائر وبعض المعدات الناسفة وهو يساهم في تموين الوحدات القتالية، فقد نظر إليه العسقبليون على أنه ينافسهم في تجارة الأسلحة بل ويقلل من أرباحهم وتحت ذرائع أو تغطيات جحيمية أطلقوا العنان لقواتهم الخاصة في المنطقة لنهب المصنع نهباً كاملاً وبعد استكمال نهب المعدات أشاعوا في قرية “الرواء” بأن المصنع بدون حراسات وأن ما بداخل المصنع “حلال لهم” ولأن فقراء الرواء يتضورون جوعاً شدوا الرحيل إلى جوف المنشأة وبوصلهم إلى المكان المطلوب ضرب المصنع ضرباً احترافياً مما أدى إلى اشتعال الحرائق بما تبقى من المواد المتفجرة وقضى على” 85 إنساناً فوراً” محولة جثثهم إلى فحم ولحم يحترق وأصيب “62 إنساناً ” نقلوا إلى مستشفيات غير مؤهلة لتقديم الخدمات الطبية لحروق خطيرة وفي مخازن جبل نقم استخدمت الطريقة نفسها ولكن السؤال الذي برز هو: أين ذهبوا بهذه الكميات من الأسلحة ...هل أعادوا بيعها على «مشروع نزع الأسلحة الحكومي الذي كان يشرف عليه الرئيس السابق علي عبدالله صالح القائد الأعلى للقوات المسلحة ونجله أحمد علي قائد ما كان يسمى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والممول أمريكياً “450 مليون دولاً تقريباً»!؟؟ الطريقة الثانية : هي الطريقة “ الوقحة” قام بعض العسقبليين الذين طالتهم قرارات إعادة التوزيع أو إعادة تموضع القادة بناء على “قانون الحصانة” الذي لم يفهمه العسقبليون وأساءوا استخدامه مستغلين الظروف التي تعيشها السلطة العسكرية الحالية في المركز السياسي المتخلف “صنعاء” والتي لا تمتلك مسرحاً ديمغرافياً صديقاً ولا تمتلك قوة عسكرية موالية لها تدافع عنها عند الشدائد. لقد قام العسقبليون بنهب المعدات العسكرية التابعة لأهم الألوية العسكرية المناطة بها حراسة دار الرئاسة الواقع في ميدان السبعين “لواء أول، لواء ثانٍ ولواء ثالث حرس مدعم” ونقلوها إلى معسكر كبير يقع عند بوابة مديرية سنحان “دار سلم” ويسمى معسكر “ريمة حميد” ومعسكر يقع في بلاد الروس كما وزعوا الأسلحة الخفيفة الحديثة التقنية والصنع على منازلهم في سنحان وفي مديرية السبعين والحي السياسي في أمانة العاصمة. رابط المقال على الفيس بوك