بالفعل قد يكون للكلمة فعل ساحر .. وتلك الكلمة التي كما يقال تأتي من القلب الى القلب فتتلمس الآلام وتداوي الجروح ، وتفتح الطريق لتحقيق الآمال والطموحات المستقبلية ، ذلك السحر الذي لابد من استثماره في الاتجاه البنائي التنموي بما يتيح الفرصة لكل عنصر في اطلاق طاقاته الخلاقة ، واكتشاف نفسه ومواهبه في المجالات العلمية والعملية .. ان ذلك هو دور الاعلام التنموي .. ومن أجل ذلك لابد أن يكون حرصنا في صياغة الشخصية اليمنية البنائية البناءه ، وتقديم اليمن للآخر بالشكل الذي يليق بهذا الشعب العريق .. وان مثل هذه النقلة في سلوك اليمنيين ، وتحسين صورة اليمن في الخارج لا يمكن أن تقوم على تزييف الوعي ، أو التلاعب بالمفردات ، أو القفز على الواقع .. ولكن من خلال عمل متكامل وعلى أسس علمية تتظافر فيها جهود الاعلام مع بقية الاجهزة الرسمية ومنظمات المجتمع المدني ، والديبلوماسية من سفارات وملحقيات اعلامية في الخارج .. وقبل هذا وذاك اعادة النظر في آليات العمل الحالية وتشخيص نقاط القوة والضعف في الاداء الاعلامي .. فعلى سبيل المثال نجد أن السياسة الاعلامية المتبعة والتى مضى عليها أكثر من عقد ونصف لم تعد صالحة .. اذ لم تعد متخلفة فقط عن التطورات التقنية وثورة الاتصال والمعلومات على مستوى العالم .. بل انها اصبحت متخلفة حتى عن واقع الاعلام اليمني نفسه الذي على ما فيه من قصور قد تجاوز تلك السياسة العتيقة بمراحل متقدمة .. ان الواقع الحالي يتطلب وضع سياسة اعلامية قابلة للتطور والتجدد والتحديث .. فكما هو حال الاعلام اليوم الذي تطالعنا فيه الفضائيات والمواقع الالكترونية على شبكة الانترنت بأخبار ومعلومات جديدة على مدار الساعة .. وكذلك ما نتلقاه عبر الهواتف النقالة بين لحظة وأخرى .. لابد ان يكون حال السياسة الاعلامية بنفس القدر من الحيوية والتجدد .. فلا يكفي أن نقوم بصياغة سياسة اعلامية ونرميها في ادراج المكاتب أو الارشيف لعقود كما حدث حاليا ثم نطلب من الناس الالتزام بها .. بل يجب أن يكون لدى المؤسسات الاعلامية والقيادات الاعلامية التزام بالمراجعة المستمرة لهذه السياسة وجعلها منسجمة مع واقع التطورات ومع متطلبات نجاح الرسالة الاعلامية التنموية .. ان اخضاع السياسة الاعلامية للنقاش الواسع على مستوى الفعاليات الاعلامية الحكومية وغير الحكومية ، الحزبية ، والاهلية ، والخاصه هو السبيل الامثل لصياغة سياسة اعلاميه متحررة من عقد الماضي ، مستوعبة متطلبات العمل الاعلامي المتطور والحديث . وبنفس القدر يتطلب واقع التجدد والاستمرارية مواكبة الاحداث وبناء الثقة مع المشاهد والقارىء والمستمع اتباع برنامج مستمر لبناء القدرات والمهارات للعاملين في حقل الاعلام والصحافه والاتصال .. سواء من خلال التدريب المحلي أو الدورات الخارجية ،أو من خلال التعلم عن بعد عبر الانترنت .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك