تحضيرات ميدانية لفرض اتفاقية سايكس بيكو البريطانية الفرنسية التي تمت حياكتها بين وزيري خارجية البلدين الاستعماريين أثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918م لتقسيم ما كان يعرف بالهلال الخصيب أي سورياولبنان وفلسطين, إضافة إلى العراق والأردن من جديد, ولكن بشكل أوسع لتفتيت سورياولبنان إلى أجزاء أصغر من تلك المناطق التي يسيطر عليها النظام والمعارضة السورية التي يُحكم حزب الله السيطرة عليها في جنوبلبنان وفي العاصمة بيروت. والتمهيد المتداول اليوم هو الحرب الطائفية والقومية والعرقية في سوريا, عرب سنة وعرب علويون, أو شيعة وأكراد ومسيحيون, والأوفر حظاً هم الأكراد حيث بسطوا نفوذهم على عدة محافظات مما أخاف تركيا التي تعامل أكرادها في الجنوب والجنوب الشرقي أي في المثلث المشترك بينها وبين كل من العراقوإيران وإن كان زعيم حزب العمال الكردي التركي عبدالله أوجلان قد أمر رجاله المسلحين بالانسحاب من الأراضي التركية وبدأ الانسحاب ولكن إلى شمال العراق حيث توجد دولة كردية هناك منذ مابعد حرب الخليج الثانية التي سببها الرئيس العراقي السابق صدام حسين بغزوه الكويت عام 90م وعلى الفور تدخلت أمريكا بكل قوتها ومعها أكثر من ثلاثين دولة أثناء فترة جورج بوش الأب فطردت العراقيين من الكويت وبدأت بخلق دولة كردية في الشمال وكيان مماثل في الجنوب رغم أن سكان جنوبالعراق هم من الشيعة مما سهل على إيران إرسال ماتريد من العناصر الاستخباراتية والقتالية عبر المناطق المحاذية بعيداً عن أنظار الأمريكان والبريطانيين وغيرهم من الجنود الآخرين ضمن التحالف الشهير. ففي سوريا تبدو الطبخة جاهزة ليتناولها نفس الزرق ومعهم بعض البدو الجدد الذين يحكمهم النفاق والأطماع والسذاجة معاً, فليس لديهم أي فكرة عما فعله هؤلاء الزرق وعلى رأسهم اليهود المتربصون بما بعد الجولان بالترويج للحرب الطائفية أولاً وبأنها هي التي ستشل حركة السنة والعلوية في سوريا بالاقتتال الضاري وبالأسلحة الكيماوية التي تتحدث تقارير أممية أن جيش النظام والجيش الحر في سوريا يستخدمانها مع نفي كل منهما أنه استخدمها ضد الآخر وبالأسلحة الروسية الجديدة لبشار الأسد ومنها صواريخ اس 300 المتطورة التي حملت رئيس وزراء اسرائيل نتن ياهو إلى موسكو لمحاولة ثني الرئيس بوتين عن شحنها رغم أنها كانت مقررة ومدفوعة الثمن منذ سنوات حسب تصريحات المسؤولين الروس ومن بينهم لافروف وزير الخارجية. والمعارك كر وفر بين جيش النظام والجيش الحر وعناصر حزب الله اللبناني وتلك القادمة من إيران الثورية على حد زعم المعارضة السورية وفي بلدة (القصير) اللبنانية بالتحديد التي يتذرع حزب الله أنه يدافع عن الشيعيين فيها من بطش وإبادة الجيش الحر وأنصاره المتوافدين من دول شتى كمجاهدين في سبيل الله ضد الرافضة. والمتابعون لما يجري في سوريا يحذرون أكثر من أي وقت مضى من تفتيت سورياولبنان بل وبعض الدول المجاورة على أساس طائفي وعرقي وديني ولأهداف اقتصادية واستراتيجية تخدم الصهيونية العالمية وعلى رأسها اسرائيل وكما خطط لها حكماء صهيون في بروتوكولاتهم في القرن الثامن عشر.