ناقش منتدى الإعلام العربي المنعقد في دبي في اليومين الماضيين العديد من قضايا الإعلام العربي ومنها ظاهرة البرامج الحوارية “ التوك شو “ وانعكاساتها على المشاهد العربي . وحول هذا الموضوع أحب أن ألفت عناية القارئ الكريم إلى أن برامج التوك شو هي تلك البرامج التي تقوم على استعراض القضايا والمشكلات المطروحة على الساحة بطريقة كلامية من خلال ضيوف يتميزون بمواصفات كلامية معينة . ما نشاهده اليوم على شاشاتنا العربية وخاصة في العشر سنوات الأخيرة والتي امتلأت فيه قنواتنا بهذا النوع من البرامج الساخرة والتي تحولت في شكلها ومضمونها حتى وصل المشاهد لهذه البرامج إلى مرحلة من التقزز والاشمئزاز . لاننكر أن هذا النوع من البرامج نجح في جذب نسبة مشاهدة عالية وخاصة في فترة الربيع العربي الذي زادت وانتشرت فيه هذه البرامج خاصة في ظل سقف الحرية المرتفع حتى وصل الأمر إلى خروج هذه البرامج عن الذوق العام وتعدت الكثير من الخطوط الأخلاقية حتى أصبحت تشكل خطراً على الأمن العام للأسف الشديد . إن المشاهد العربي الذي أصبح لاذنب له في اختيار ما يشاهده حيث تفرض عليه هذا النوع من البرامج بشكل يومي وعلى شاشات مختلفة من قبل أصحاب المصالح الذي لا هم لهم سوى إثارة الإشاعات والكذب من خلال شخصيات احترفت هذا الأمر وهذا التضليل المبرمج حيث يغلب على مقدمي هذا النوع من البرامج احترافيتهم في التهويل وقلب الحقائق والقدرة على إثارة المشاهد . لقد أصبحت هذه البرامج تمثل نوعاً من التلوث السمعي البصري ، تصيب المشاهد صباح مساء بكم هائل من الأكاذيب والشائعات ولم نعد كمشاهدين مستغربين حينما نسمع ونشاهد مقاطع الردح والشتائم والألفاظ الخادشة للحياء .. وهي تعرض على مرأى ومسمع من الجميع ، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على مستوى الانحطاط والهبوط المدوي الذي وصل إليه إعلامنا العربي . إن برامج التوك شو أو البرامج الحوارية كما نعرفها وندرس أبناءنا الطلاب عليها هي تلك البرامج التي تحمل هم وقضايا المواطن وتكون ذات طبيعة ترفيهية مسلية ، وهذا عكس ما نشاهده اليوم على قنواتنا العربية حتى أصبحنا في حيرة من أمرنا لأن ما نتحدث عنه وندرسه في جامعاتنا ومعاهدنا مختلف تماماً عما نراه على شاشاتنا ، فالبرامج الهزيلة والركيكة والتي لاتحمل أي فكرة أو قضية سوى الضحك المقزز اصبحنا نسميها « برامج التوك شو». قليل من تحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه شعوبنا وأمتنا ، من خلال ممارساتنا الإعلامية فالشعوب وأخلاقها وقيمها أمانة في أيدينا نحن الإعلاميين . يجب أن نكون عند مستوى هذه الحرية التي ساقتها لنا ثورات الربيع العربي بعد أن كنا في حالة صمت مطبق في كل الأصعدة . رابط المقال على الفيس بوك