في ما سيقدم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر تقريره الدوري قريباً إلى مجلس الأمن الدولي ، بشأن مجريات الحوار والتسوية ، تتواصل فعاليات فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني أعمالها بوتيرة عالية ونتائج ملموسة ,خاصة إثر النزول الميداني لبعض هذه الفرق إلى المحافظات وعلى نحو يبشر بالاطمئنان إلى أن نتائج هذه الجولة من الحوار قد أثبتت بأن اليمنيين حريصون على إنجاز التسوية وفقاً لأسس ومعايير بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تأخذ بعين الاعتبار متطلبات التغيير التي خرج من أجلها الشباب في مختلف ساحات الثورة على امتداد ربوع الوطن. وعلى الرغم من هذه الأجواء المفعمة بالتفاؤل والاطمئنان, فإن ثمة تحديات لا تزال منتصبة أمام أعضاء فرق العمل التسع, خاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية ومسألة صعدة اللتين يمكن التغلب على معطياتهما وإشكالاتهما بمزيد من الحوار والمعالجات وتقديم التنازلات .. وقبل كل هذا وذاك اعتماد الحوار سبيلاً لحل تلك المعطيات أياً كانت. على صعيد القضية الجنوبية يمكن القول بأن الإجراءات التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي في إطار إعادة تطبيع الأوضاع ومعالجة آثار الاختلالات والأزمات التي ترتبت على حرب صيف 1994 م.. يمكن القول إن بمثل هذه الخطوات, خاصة في معالجة مسألتي المبعدين والمسرحين من السلكين العسكري والمدني وإعادة الأراضي المنهوبة في المحافظات الجنوبية قد بدأت تتبلور نتائجها الأولية التي قامت بها اللجان القضائية المكلفة بهذه المعالجات وعلى نحو يدعو إلى الارتياح والاطمئنان كذلك. أما مسألة صعدة ، فإن التوافق الذي تم بموجبه مؤخراً تسوية إشكالية رئاسة فريق صعدة المنبثق عن الحوار الوطني، يكون هذا الفريق قد تجاوز عقبة كأداء على صعيد مواصلة واستكمال إنجاز أعماله، إذ تشير المعلومات الأولية عن جدية طرفي النزاع في الخروج من أسر تداعيات هذه الأزمة وذلك من خلال التوافق على النزول الميداني ، سواء إلى داخل المحافظة أو إلى المناطق التي تأوي مهجري الحرب والأزمة في محافظات أخرى وبالتالي إيجاد تسوية عادلة وشاملة لهذه الأزمة من كل الاتجاهات. وفي هذه العجالة، فإن ثمة ما يستدعي الإشارة إليه وهو التأكيد على حقيقة التوافق الدولي تجاه الأزمة والحل في اليمن.. وإنه لا سبيل أمام أي طرف من الأطراف إلى الاستقواء بغير الحوار لتحقيق تطلعاته في صياغة عقد اجتماعي جديد للدولة اليمنية الحديثة والمتطورة.. وأن أي رهان آخر سوف يقحم اليمن في أتون صراع مسلح لن يكون فيه لأحد متسع لالتقاط أنفاسه أو الاحتفاء بنشوة النصر.. وتلك هي الطامة الكبرى! رابط المقال على الفيس بوك