يبدو أن الوحدة اكثر رسوخاً وتجذراً من ذي قبل.. وكلما حاصرتها التحديات بالقهر الفكري أو الثقافي ازدادت شموخاً وتألقاً.. لذلك لا خوف على الوحدة.. لأن للوحدة جذوراً راسخةً في أعماق ووجدان أبناء الشعب قاطبة.. ولكن بعض الانظمة الفاسدة هي التي أساءت للوحدة ارضاً وانساناً وهويةً وانتماءً.. وها نحن نعيش الذكرى ال23 للوحدة المباركة في ظل تطورات سياسية بالغة الدقة والاهمية.. وهناك اصوات نشاز تدعو الى فك الارتباط وتحديد المصير.. فالقضية الجنوبية هي محور الارتكاز لحل كافة القضايا والازمات ومشاكل اليمن.. فالذين اساؤوا الى الوحدة قديماً وحديثاً عليهم ان يتذكروا قيمة الوحدة قبل التشطير.. فالوحدة متغلغلة في قلوب ووجدان ابناء اليمن شمالاً وجنوباً.. وكلنا نعلم علم اليقين بأن قوتنا وأمننا واستقرارنا يكمن في توحدنا ووقوفنا صفاً واحداً تجاه كل من يريد المساس بسمعة وكرامة اليمن ارضاً وانساناً ووحدةً وانتماءً.. فنحن شعب واحد منذ الأزل.. والوحدة جارية مجرى الدم في عروقنا.. ومغروسة في عقول ووجدان أبنائنا.. فبالوحدة نصون حياض الوطن، ونحافظ على مكتسباتنا ومنجزاتنا.. اما دعاة فك الارتباط ليس لهم سوى تحقيق مصالحهم الآنية والانانية.. فالذين يريدون ان يعيدونا الى ما قبل عام 90م.. نقول لهم كفاكم هراء وغوغاء ولا يستطيع احد اياً كان ان يزعزع أو يمس وحدتنا بسوء.. وسنقف خلف قيادتنا الرشيدة بقيادة المناضل الجسور الصبور الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي اثبت حكمة اليمانيين للعالم، وتحمل الصعاب والمشاق والمخاطر من اجل أمن واستقرار الوطن.. علينا ان ندرك ان الوحدة اليمنية هي محل فخر واعتزاز لكل ابناء الوطن في الداخل والخارج.. وهي منجز عظيم وسامٍ تحقق في وقتٍ كان يعيش فيه العالم أزمات ومحناً وحروباً.. ورغم ان الوحدة اليوم تواجه تحديات عديدة بسبب الممارسات الخاطئة، والقرارات العشوائية التي افرزتها الانظمة المستبدة السابقة الا ان عجلة التنمية والبناء الجديد مستمرة طالما هناك رجال شرفاء، ومناضلون اوفياء يذودون عن منجزهم الوطني الكبير بكل غالٍ ونفيس.. وكما نعلم جميعاً ان الوحدة اليمنية لم تعد وحدة كيانٍ جغرافي وسياسي فحسب بل لقد أورقت ميلاد ال23 عاماً من عمر الوحدة المباركة.. وحدة وطنية شاملة ومتكاملة في مسارات البناء الاجتماعي والثقافي والفكري والتنموي والوحدوي من حيث تعميق الأواصر والتواصل والتصاهر والتلاحم على كافة الصعد.. فإن مقومات الوحدة الوطنية في حياتنا كشعب واحد هي الاقوى والاعظم والاسمى.. وهي الرهان الكاسب الفائز تحت كافة الظروف والتحديات والازمات الراهنة.. على الرغم مما نشاهده من مظاهر الاختلالات والاعتداءات والمظاهر السلبية هنا وهناك لغرض تقويض دعائم الوحدة الوطنية.. واغتيال طموحات المشروع الوحدوي الوطني الكبير.. وزعزعة الثقة بإطلاق شعارات مناهضة ومناوئة لخلخلة الرباط الوحدوي المقدس.. ان مرور 23 عاماً من عمر الوحدة المباركة هي اعادة الروح الى جسد الشعب اليمني بعد معاناة قاسية من التمزق والفرقة والتشطير.. فالأمل معقود بعزائم الرجال الأوفياء.. والعقلاء من ابناء الوطن الذين يقفون وقفاتٍ جادة ومسؤولة لتقييم ما تم انجازه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل سواءً الايجابيات أو السلبيات حتى نكون منصفين مع انفسنا من اجل الوطن ارضاً وانساناً ووحدةً.. ونعمل جاهدين بكل ثباتٍ ويقين على ارساء مبادئ المواطنة الواحدة المتساوية.. والوطن الواحد.. والحقوق المشتركة.. ورد المظالم الى اصحابها!!.. ان حفاظنا على وحدتنا اليمنية هو حفاظ على هويتنا وذواتنا بل هو حفاظ على الوطن ارضاً وانساناً ووحدةً وهويةً وانتماءً.. وكل عام وشعبنا العظيم في تقدم وأمن وازدهار.. رابط المقال على الفيس بوك