*الربيع العربي الذي اجتاح العديد من الأقطار العربية ليطيح بالأنظمة ويدخلها في دوامة الفوضى والعنف وعدم الاستقرار.. نعم هذا الربيع الذي كان «طيب رجب اردوغان» رئيس الوزراء التركي يباركه، ويدعمه، بل ويتدخل لإنجاحه.. هو اليوم من يكتوي بناره، فقد تحول الربيع العربي إلى صيف قائظ لأردوغان.. الشعب التركي خرج في تظاهرات منذ بداية شهر يونيو ضد أردوغان وحكومته وتزايدت احتجاجات الشعب التركي اتساعاً، وانتشاراً داخل تركيا بعد أن حاول أردوغان قمعها بالقوة والعنف الذي استخدمه البوليس والجيش، وبعد إن اتهم المتظاهرين بالرعاع، وتلفظ عليهم بألفاظ مشينة أي «شتمهم» أردوغان يشتم الشعب، ولا يستمع إلى أصواتهم. *حين كانت الفوضى الخلاقة تجتاح البلاد العربية كان أردوغان يجود بنصائحه للأنظمة العربية بالاستماع لشعوبهم، والانصياع لإرادة شعوبهم.. لكنه وحين جاء الدور عليه لم يعمل بنصائحه ويستمع ويستجب لإرادة بشعبه، بل صار يقمعهم ويتحداهم ويصر على مشاريعه المرفوضة رغم إرادتهم، وأخرج مظاهرات لأنصاره ضد أنصار المعارضة، وصار يوجه التهم بأن ما يحدث في تركيا وراءه قوى خارجية إرهابية.. هكذا بعد أن أيد ما يجري في الوطن العربي، صار يرفضه في تركيا ويتهمه بالإرهاب والفوضى «عجيب هذا الأردوغان». *سياسة «أردوغان» في الدورة الأولى لحكمه استحوذ على حب الأتراك والعرب والمسلمين، لأنه قضى على الفساد وأصلح اقتصاد البلاد، وحسن من أوضاع المجتمع بنجاح وفي السياسة الخارجية أعلن الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية وتبنى موضوع فك الحصار على غزة، واتهم الصهاينة بقتلة الأطفال، وتقارب مع سورية والعراق وإيران وهي سياسة حققت الكثير من النجاحات لتركيا داخلياً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.. وأعتقد وهو اعتقاد خاطئ أن ذلك يكفي لأن يغير سياسة في الفترة الثانية من حكمه ويصبح آلة أمريكية صهيونية وهو في مأمن من شعبه.. لكنه فوجئ بتغير الشعب التركي تجاهه منذ بدأ يتقارب مع العدو والصهيوني ويصبح ذراعاً أمريكية إرهابية ضد الشعب السوري، وبالتالي مع العراق وإيران، ولبنان.. لأن من هذه البلدان الجارة، تمتد شرايين الحياة لمعظم الشعب التركي، وتربط الشعب التركي بهذه الأقطار الجارة العديد من الروابط.. وعليه ما إن تحولت البوصلة الأردوغانية تنحرف حتى تأثر الأتراك اقتصادياً واجتماعياً، وبدأ ينهار ما بناه «الأردوغان» خلال فترته الأولى ليخرج الشارع التركي اليوم ليطالبه بالرحيل، لأنه انحرف عن طرق مصالح الشعب التركي وتشبثه باستقلاله وسيادته التي انتهكت بصواريخ باتريوت والعسكريين والخبراء الأمريكان بسبب أردوغان الذي أيد الربيع العربي وكان ربيعاً معتدلاً.. ستكون نهايته نتيجة صيف قائظ يصنعه الشعب التركي!! رابط المقال على الفيس بوك