الأسبوع الماضي مرت علينا الذكرى 39 لحركة 13يونيو التصحيحية التي قادها رئيس اليمن الأسبق الشهيد إبراهيم الحمدي و كان يهدف من ورائها إلى بناء الدولة الحديثة وتصحيح مسار الثورة اليمنية , رغم مرور اكثر من 35سنة علي التآمر على هذه الحركة ومحاولة القضاء عليها من خلال اغتيال قائدها إلا إنها لا تزال محفورة في وجدان وذاكرة الإنسان اليمنى ... فكبار السن لا زالوا يتذكرون أيام الحمدي ويترحمون عليه ويدعون الله ان يرزق اليمن رئيسا مثله .. إن الأغلبية العظمة من اليمنيين الذين لازالوا يهيمون حبا بالحمدي لا يعرفون أنه كان يرحمه الله قوميا أو إسلاميا أو يساريا . كل ما يعرفونه أنه كان رجلا مخلصا يريد بناء دولة قويه يساوى فيها الشيخ مع الرعوى و القبيلى مع السيد والغنى مع الفقير, السيادة فيها للنظام والقانون لهذا السبب أحبوه وتعلقوا به من يزعم ان الناس احبوا الحمدي لانتمائه الحزبي أو المناطقي فهو واهم , فالحمدي كان مشروع بناء وطن و إحياء امة ومن يشتق اليوم لأيام الحمدي ويريد حصره في تنظيم معين فهو يقزم الحمدي ويقلل من شأنه ويحصر مشروعه الوطني في نطاق حزبي ضيق .. كل القوى السياسية مجتمعة عليها، كالشهيد إبراهيم الحمدي ..فالإسلاميون يقولون: أن فكره كان قريباً منهم. والقوميون يقولون: انه كان واحداً منهم واليساريون يقولون: ان مشاريعه التي سعى إلى إيجادها هي نفس تطلعاتهم , وهذا يدل على أنه كان شخصية جامعة قريبة من كل الناس تأخذ الإيجابي من هنا وهناك لذلك سعى إلى إنشاء المؤتمر الشعبي العام كتحالف وطني تنضوي تحته كل القوى الوطنية،تكون شريكة في بناء الوطن. إن الوفاء لحركة 13 من يونيو التصحيحية لقائدها الشهيد إبراهيم الحمدي يتطلب منا دراستها كتجربة إنسانية بشريه يعتريها الصواب والخطأ فيها الإيجابي و فيها السلبي وهذا طبيعة كل البشر، فلا احد معصوم إلا من عصمهم الله تعالى وهم الرسل والأنبياء. فلابد ان تدرس هذه الحركة بحيادية وموضوعية وتوثق حتى تستفيد منها الأجيال القادمة بعيدا عن الكلام المتطرف الذي يردده البعض كأن من قادها كانوا ملائكة نزلوا من السماء ليسوا بشراً يصيبون ويخطئون. فهذا ليس وفاء إنما هو خذلان واستغلال سيء يؤدي إلى حرمان الأجيال القادمة من الاستفادة من هذه التجربة الرائدة لأنها تنقل اليهم بعاطفة لا بعمل مهني قائم على الموضوعية الحيادية أين الاكاديميون والباحثون فبرغم من 39 سنة على انطلاق الحركة و مرور اكثر 35 عاماً على اغتيال قائدها لم اسمع أن هناك باحثاً حضّر رسالة دكتوراه أو ماجستير عنها أو عن قائدها في الوقت الذي تراكمت فيه عشرات الرسائل التي حضّرت في شخصيات لا تساوي شيئاً اذا ما قورنت بالشهيد إبراهيم الحمدي .. حتى من عاشوا وتعايشوا من الحركة وقائدها لم نرأو نلمس منهم شهادات موضوعية تقدم الحركة بشكل علمي منهجي، كل ما يقال كلام عاطفي وبكاء على الأطلال لا يستند على دلائل واقعية ووثائق صحيحة، إنما حديث يشبه الحكايات والقصص . إن الشباب الذين كانوا في طليعة الثورة الشعبيةلاشك انهم بحاجة ماسة للاستفادة من حركة 13 يونيو التصحيحية وأخذ الدروس والعبرمنها كونها حركة تحريرية كانت تهدف إلى تحرير الإنسان والارتقاء به ،لكن هذا لايمكن ان يكون إلا إذا قدمت هذه الحركة بشكل موضوعي على إنها حركة وطنية وليست حركة خاصة بتيار وفئة معينة تريد من ورائها تحقيق إنجاز سياسي لهاعلى حساب التيارات الأخرى .إن هذا يعد جريمة في حق حركة 13نونيو التصحيحية وقائدها الشهيد , أتمنى من كل قلبي ان يتم في العام القادم إحياء الذكرى 40 لهذه الحركة وأن يكون إحياؤها بشكل رسمي يتم من قبل الدولة وتشارك فيه كل الأحزاب والتنظيمات السياسية باعتبارها حركة وطنية تهم الشعب كله، لاحركة يحتفى بها حزب معين كأنها حركة خاصة به. [email protected]