شتان بينهما، جيلان أكبرهما ذلك الطموح إلى تحقيق الوحدة العربية وذلك التوق نحو القومية العربية والتحرر والوحدة العربية كان يحل كلمات متقاطعة عله يستجر ثقافة ذلك الزمن الذي ولىّ من ثقافة تنويرية عن حركة التنوير العربية من القرن الماضي والنهضة الأوروبية التي لطالما قرأ عن ديكارت وبيكون وديكنز فشكسبير فمفكري الاشتراكية العالمية وإذا به مهمش مهمل وما كان معه إلا حل كلمات متقاطعة وما أكثرها في صحافتنا اليمنية كما نهل من نبع رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين وشوقي وحافظ إلى المسيري والأنصاري والحصري وطه حسين والبارودي والبردوني وفكر عبدالناصر وإسلامية حسن البنا وسيد قطب وآخرين. أما الآخر فهو من شباب الوحدة، لا يتجاوز العشرين عاماً. اختصر طريق الثقافة وما تسمى في فترة ما قبل الوحدة بالمزايدة والثورية وحلم كبير بنعيم الاشتراكية وعدالة التوزيع وإذا بنا جميعاً في سراب الوحدة ونعيمها المخطوف وللأسف وبمرارة تراه وقد عبأ خده بتلك الأوراق الخبيثة التي اختطفت ريعان شباب أبنائنا لا قراءة ذاتية ولا مثاقفة ولا سماع ولا نقاش إلا من توحد مع إياها أوراق القات. ترى من المتسبب بتهميش الأول ومن ترك الآخر فريسة الشجرة الملعونة. أين نخبنا السياسية والاقتصادية التي لطالما تغنت بأهداف الثورة وثوابت الوحدة وبرامجها وهي أمام مخرجات لجيل لطالما تغنى بالتحرر والوحدة والقومية وجيل ساخر أخذها من آخرها وغاص في أعماق ذاته لغلبة بيئة المزاج واعتقاد خاطئ بأن القات حاضن آمن فما هو إلا ورق وعدم استيعاب لتبعاته عند شبابنا وينطبق عليهم القول «صلي وصام لأمر كان يقصده وحين قضي الأمر لا صلى ولا صام». ويكاد أن يتقاسمانه فالأول لطالما خرج متظاهراً لمقارعة الملكية والاستعمار ومسانداً للثورات العربية،أما الثاني وبعد نجاح الثورات العربية لم يأل جهداً في سبيل التعلم ويأس في البحث عن العمل الشريف ولعله تاه بين تعليم أشبه بالتلقين فانكفأ على نفسه متوحداً معها ومع تلك الوريقات الخبيثة لا استفادة من التعليم ولا صبر وطموح نحو فرص عمل وتأهيل لا حق وما بالنا وقيادات الدولة والمجتمع والنخب السياسية والدينية والحزبية بفئة شبابية هامة في مختلف مفاصل الشرطة والأمن والقوات المسلحة كلهم وعن بكرة أبيهم لا يفارقون تلك الشجرة الخبيثة وبقدر تواجدهم في المرافق الحكومية لحمايتها تراهم يعلفون أنفسهم فأي يقظة أمنية وأي جاهزية قتالية وأي مهارات قتالية يستطيعونها وهم مخزنون!!! وعطفاً على النموذجية لمرحلة المثقف المهمش الذي ركب أصحابه الموجة موجة السلطة ولم يبق له إلا حل كلمات متقاطعة وذلك الشاب في المرحلة التالية الذي لم يجد إجابات للمستقبل وهو يرى شباباً في دول فقيرة يرون العالم من منظار العلم والمعرفة ولم تسعفه التعددية السياسية والحزبية ولا خطط التنمية ولا مؤتمرات المانحين ودعمهم فهو متوحد مع نفسه ووريقاته بل وشارد مع قوى وأفكار قد لا تكون محمودة العواقب وتترجم لأفعال.. يفهمها أطراف التعددية ولكنها غير مبالية لعلها تستفيد منها أو تنافح فيها كون هؤلاء الشباب هم مخرجات النظام القائم وهذه الأطراف تمارس جلداً على الوطن والوحدة كون التعددية أحد حسنات النظام الذي لربما رمى بالتعددية فتات خبز لها.. الأطراف الحزبية وللأسف ونحن بين تصارعات مؤلمة تتحمل وزرها هذه الأطراف وقد خلى النظام السياسي لها فأين هي من واقع المجتمع المظلوم أجيال همشت وأجيال لا ندري أين هي؟. رابط المقال على الفيس بوك