اعتبارا من اليوم الأحد وحتى الأربعاء القادم يبدأ التصويت ب(نعم) أو (لا) والذي يعد مؤشرا لقبول أو رفض المكونات المشاركة للحلول التي توصلت لها فرق العمل المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني .. وعلى الرغم أن التقارير التي احتوت على قرارات اقتصرت على ست من الفرق ولم تتضمن تقارير القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة أي من القرارات، حيث أجلت القرارات إلى تقرير الفترة المتبقية. . الا أن الكلمة التي ألقاها رئيس فريق القضية الجنوبية التي دعا فيها إلى طي صفحة الماضي التي قال إنها انتهت في 18 مارس الماضي، مضيفا” أن أعضاء وعضوات الحوار تقع على عاتقهم مسؤولية رسم خارطة وعهد جديد لليمن.. و«أن المتحاورين جاءوا للحوار من أجل حل الأزمة داخل اليمن شمالا وجنوبا ولم يحضروا للتعقيد والتعطيل». كانت تلك الكلمة ايجابية ومبشرة بالخير .. على عكس ما تضمنته رؤية الحراك لمحتوى القضية الجنوبية من اغراق في الماضي واستحضار مآسي الصراع والظلم والاقصاء .. تذكرت حينها رواية ترويض النمرة أو كاثرين الشرسة وهي من أبسط كتابات شكسبير التي تتحدث عن تاجر ثري لديه ثلاث بنات جميلات أكبرهن وأجملهن كاثرين وقد توفيت زوجته وهن صغيرات السن، وقد عرفت كاثرين الجميلة بكاثرين الشرسة أو المجنونة لانفعالاتها الشديدة بتكسير الأثاث وكل ما يعترض طريقها كلما تقدم عريس لخطبته، وقد زادها عنفها شهرة وانقطع الخاطبون عنها وبذلك أضرت بأختيها الرقيقتين لرفض أبيها تزويجهما قبل كبيرته كاثرين. فاضطر الأب المسكين إلى نشر إعلان في البلدة بأنه سيدفع مبلغاً كبيراً لمن تقبل كاثرين به زوجاً فسمع بذلك تاجر شاب غني معروف بحبه للمال وزيادته رغم غناه وسمع عن جمال كاثرين وثرائها فتقدم لخطبتها وكالعادة ثارت كاثرين في وجهه فثار كذلك كالمجنون لكي تخاف وقام بحركات بهلوانية أرعبتها بالفعل فدخل وقال لأبيها إن ابنتك الرقيقة قد قبلت بالزواج مني وكاثرين مرعوبة أن تنطق وقد تم واستطاع بتريشيو بتحويل كاثرين الشرسة إلى كاثرين المطيعة بحيله وعنفه تارة وادعائه الجنون مرة أخرى وتجريدها من الرفاهية لتصبح بذلك أرق وأكثر بنات ابيها طاعة مما دفع أباها لزيادة إرثها للضعف قائلاً إن كاثرين أصبحت امرأة جديدة بإرث جديد . نتمنى فعلا أن يكون مؤتمر الحوار الوطني قد نجح في ترويض الحراك ، وكبح جماح تلك القوى التي لازالت تعيش في الماضي ، ونقلها الى المستقبل بعقول متفتحة تستوعب التغيير الايجابي الذي لا بد أن يشمل الجمهورية اليمنية بشكل عام .. فما قضية الجنوب ، أو صعده ، أو تهامة ، أو أي محافظة أو منطقة يمنية سوى جزء لا يتجزأ من قضية اليمن ككل .. من هنا تصبح قضية بناء الدولة اليمنية هي المحور الرئيسي للحوار التي اذا ما تم الاتفاق عليها وفقاً لأسس الدولة الحديثة الاتحادية اللامركزية ، وبالاستفادة من التجارب المتطورة في العالم يكون الحوار قد حقق الهدف الرئيسي المحوري الذي انعقد من أجله . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك