للعلم بالشيء ، أعيد إلى الأذهان ما كان قد أكد عليه الأخ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلسي النواب والوزراء منذ يومين حول تعزيز روح التوافق وبما من شأنه رفع وتيرة الأداء داخل هاتين المؤسستين ، فضلاً عن تجاوز حالة الشتات والاختلاف وتحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني في إنجاز كامل مهام الفترة الانتقالية على خير ما يرام. مثل هذا الكلام، يعنى أن يتوجب على كافة القوى السياسية في الساحة الوطنية تناسي الخلافات الحزبية والشخصية الضيقة وإرساء أسُس جديدة لعلاقات متينة تقوم على الإحترام والثقة وتغليب مصالح الوطن على ما عداها من مصالح جهوية وأنانية بحتة.. وهذا الأمر يتطلب – بالضرورة – أن يكون ثمة من يتحلى بهذه الروح الحضارية، خاصة أن استحقاقات الحاضر كبيرة وطموحة تستوجب قدراً من الشجاعة والمصارحة لمجابهة هذه التحديات وصولاً إلى إقامة اليمن الجديد. وإزاء ذلك، حسناً أن استجاب مجلس النواب بكامل أعضائه إلى دعوة الأخ رئيس الجمهورية لاستئناف الانعقاد بكافة كتلهِ وكذلك تسيير وتيرة العمل داخل مجلس الوزراء بنفس الفاعلية ولما تقتضيه المصلحة الوطنية ودون الارتهان لحسابات الماضي، خاصة وأن متطلبات المرحلة تستوجب مثل هذه الوقفات الوطنية المسؤولة. إن اليمنيين والأسرة الإقليمية والدولية يعوّلون كثيراً على مختلف فرقاء العمل السياسي وبخاصة المشاركون في عملية التسوية السياسية في أن يمضوا جادين ومثابرين لتنفيذ مضامين المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة ودون انتقاص أو التلكؤ أو الانحراف عن مساراتها المخطط لها ، ذلك أن التردد في تنفيذ مضامين هذه المبادرة أو الإخلال بجوهر مقومات التسوية سوف يلقي بتبعات خطيرة على الوطن وإمكانية عودة الاحتراب الأهلي إلى واجهة المشهد. نعرف جميعاً أن ثمة قوى لا تزال تراهن على عرقلة مسار التسوية، لكن الأمل معقود على تلك القوى الخيّرة التي تعمل دون كلل أو ملل لإنجاح التسوية من جهة وإحباط تلك المخططات الهادفة تخريب الوطن وضرب اللُحمة الوطنية من جهة أخرى، خاصة أن أعمال تلك القوى التخريبية ستبوء بالفشل أمام إرادة اليمنيين في التغيير والبناء، إمتثالاً لقولة تعالى (( أما الزَّبدُ فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض )) صدق الله العظيم. رابط المقال على الفيس بوك